الأحد 03/ ربيع الآخر/ 1446 - 06/10/2024 : ذمار نت
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن عملية "طوفان الأقصى" كانت ضرورة أمام كل العدوان والهمجية والإجرام الإسرائيلي، والمظلومية للشعب الفلسطيني، وصنعت تحولاً في مسار القضية الفلسطينية. وأوضح قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم بالذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى"، إلى أن هذه العملية تأتي في إطار الحق المشروع الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني لمواجهة العدو المحتل الذي لا يمتلك أي مشروعية لا في احتلاله ولا في ظلمه وارتكابه للجرائم. وأشار إلى أن طوفان الأقصى هو عمل فلسطيني بطولي يستند إلى الحق بكل الاعتبارات كنتيجة طبيعية لحرب عدوانية وإجرامية على الشعب الفلسطيني في أرضه، معتبراً الطوفان نتيجة طبيعية لحرب عدوانية طوال 105 سنوات من الاحتلال ونهب الأرض والقتل والإبادة الجماعية والتهجير والاعتداء على المقدسات. وقال "مشهد عملية السابع من أكتوبر رهيب لا يمكن أن يمحى من الذاكرة الإسرائيلية لأنه وجه ضربة هزت الغطرسة الإسرائيلية".. مؤكداً أن الأمريكي تحرك فور العملية ومعه البريطاني ودول غربية لتدارك حالة الانهيار وحالة الاهتزاز الكبير جدا للكيان الإسرائيلي، بل أن الدور الأمريكي أخذ راية العدوان والإجرام وتحرك بكل ثقله بالدعم والمشاركة والمساندة. وأوضح السيد القائد أن عملية طوفان الأقصى أعادت للقضية الفلسطينية حضورها إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد أن حاول الآخرون أن يغيبوها من المشهد، وفرملت وأوقفت المسار الذي كان يقوده من يسمون أنفسهم بالمطبعين في مسار الموالين لإسرائيل. ولفت إلى أن الموالين لإسرائيلي لم يكتفون لمسار الانحراف والخيانة والعمالة، بل كانوا يعملون على أن يتجه الجميع معهم لنفس الاتجاه، مؤكداً أن الدول الموالية لإسرائيل اتجهت لتحريف الخطاب الديني وتزويره بما ينسجم تماماً مع توجهات الأعداء. وأفاد بأن "طوفان الأقصى" أعاد الأمة إلى مربع الموقف والتحرك والجهاد في سبيل الله تعالى وإعادة الاشتباك والمواجهة مع العدو، وفرزت واقع الأمة بجلاء ليتبين من هو الصادق ومن الكاذب في نصرة القضية الفلسطينية. وتابع "30 عاماً من الإجرام البريطاني والعصابات اليهودية التي جلبها البريطاني لفلسطين و75 عاما من السيطرة والاحتلال والإجرام الصهيوني"، مؤكداً أن "طوفان الأقصى" امتداد طبيعي لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني والانتفاضتين الأولى والثانية بعد الإخفاقات العربية والتخلي العربي عن فلسطين منذ الاتفاقات المذلة. ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي سعى خلال السنوات الأخيرة، وبدعم غربي واسع وتآمر وتواطؤ عربي لتنفيذ مخطط خطير لتغييب القضية الفلسطينية وإماتتها كلياً، مبيناً أن العالم الغربي اتجه لسوق الخونة من منافقي الأمة لاتفاقية ذُل وانبطاح وارتداد تحت مسمى "التطبيع". ومضى "كان يراد لفلسطين أن تتمزق وأن تطمس قضيتها فيما يحقق كيان العدو أهدافه بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أي ثمن".. مؤكداً أن فصائل المقاومة وصلت إلى حتمية المواجهة، وطوفان الأقصى حقق نجاحات كبيرة ولا ينكرها إلا الخونة والمتصهينون. وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي عقب عملية طوفان الأقصى كاد أن يغرق تماما وينهار كليا لولا محاولات الإنقاذ الغربية والعربية، وبعد طوفان الأقصى عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ومخططات العدو الإسرائيلي وداعميه فشلت واتضحت بشكل كامل. وجددّ التأكيد على أن "طوفان الأقصى" أعاد الحياة لثقافة الجهاد في سبيل الله في أوساط الأمة وبدون أي ضعف أو استسلام مهما كانت التضحيات، وأنهى حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة وأدخله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وأنهك العدو وداعميه. وحذر قائد الثورة من أطماع العدو الصهيوني التي لا تقف أبداً عند فلسطين بل تمتد إلى بقية العرب وبقية الدول المجاورة لفلسطين برغبة السيطرة على المنطقة، مؤكداً أن أطماع العدو الإسرائيلي ليست سرديات وروايات تحكى بل هي مشاريع ماثلة ويجري العمل عليها على الأرض وتوفر لها إمكانات ضخمة. وقال " القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع، وكان ينبغي لخطوة المجرم الصهيوني سموتيرتش بحق الأردن أن تُحرك النظام الأردني وتثير حفيظته وتُحرك وتثير قادة الأنظمة العربية الذين يتبجحون بالعروبة". وأكد أن الأعداء يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو الإسرائيلي والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة ومشروع الدولة الفلسطينية، ويعملون على السيطرة على عدة أنظمة عربية وتجنيدها وتجنيد جيوشها لخدمة العدو الصهيوني وموجهة من يعادونه. وأضاف "تحت عنوان المواجهة لإيران يهدف الأعداء لضمان بقاء العدو الإسرائيلي قوة عسكرية مهيمنة في المنطقة وإعادة تشكيل الحدود"، مؤكداً أن الأعداء يعملون على استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي لبعثرة الشعوب وتفكيكها وإيصالها إلى أدنى مستوى من الضعف، وسعى الأعداء لإعادة تعريف قواعد الاشتباك بما يسمح للعدو الإسرائيلي بتوجيه ضربات مؤلمة وقاتلة ومدمرة في أي بلد عربي أو إسلامي دون الحاجة إلى حرب. كما أكد السيد القائد أن الأعداء يسعون لإعادة هيكلة التحالفات الدولية وتعزيز علاقات "إسرائيل" مع القوى العالمية الكبرى بما يمنح العدو نفوذا استراتيجيا عالمياً، مشيراً إلى أن الأنظمة العربية تتعامل بشكل مؤسف ومخزٍ مع أطماع العدو الصهيوني أو تعاملها تجاه ما يجري في غزة. وعبر عن الأسف في أن تنفق بعض الدول العربية المليارات من الدولارات في إلهاء الشعوب وإشغالها عما يجري وصولا إلى حالة اللا شعور بالمسؤولية.. مؤكداً أن أسلوب الإلهاء أحد أهداف إلهاء واحتواء أي تحرك عربي أو مسلم. وعدّ الإرهاب الإعلامي وتوجيه الاتهامات والتثبيط والتهويل من الوسائل التي يعتمد عليها الأعداء في احتواء أي تحرك لنصرة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن السعودية ما تزال تغازل تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بالرغم مما حدث في غزة، ما يدل على متانة العلاقات بينهما. وأوضح أن بعض الأنظمة العربية تعمل وكأنها جماعة ضغط في الغرب من أجل تسريع وتيرة التسليح للعدو الإسرائيلي، فيما المجتمع الغربي بات مندهشاً مما يحصل من قبل الأنظمة والحكومات العربية وحتى من مواقف بعض الشعوب العربية تجاه غزة. وبين قائد الثورة أنه مع حجم العدوان الإسرائيلي، تبقى حتمية الزوال لهذا العدو من الثوابت الدينية والتاريخية والكونية ولا بد أن تتحقق، مضيفاً "حالة التخاذل والخيانة لا تخلص العدو الإسرائيلي من حتمية زواله، ويُدرك العدو المجرم وداعموه الغربيون بحتمية زوال الكيان المجرم والنبتة الشيطانية والورم الخبيث في جسد الأمة". ولفت إلى أن التغيرات الكبيرة في المنطقة ونمو حركات الجهاد والمقاومة هو ما يزيد من هواجس الزوال لدى الصهاينة، مؤكداً أن الصهاينة لجأوا إلى المستوى الرهيب من الإجرام بغزة لمحاولة الهروب من الواقع الذي لا بد منه، وباتت "إسرائيل" مع كل جرائمها الفظيعة والرهيبة والوحشية منبوذة في هذه المرحلة دولياً وعالمياً بأكثر من أي وقت مضى. وعرّج السيد القائد على ثبات حزب الله ومجاهديه الأعزاء.. وقال " حزب الله ومجاهديه لا يزال ثابتاً، وثبات أقدام مجاهدي حزب الله أرسخ من الجبال، ومن أول محاولة تقدم للعدو الإسرائيلي في حدود فلسطين المحتلة مع لبنان واجه مواجهة شرسة ودخل في ورطة". وأوضح أن أبطال مجاهدي حزب الله كان شعارهم "إنا على العهد يا نصر الله" في كل معاركهم، وبعد استشهاد سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله كان شعار مجاهدي حزب الله "فهذا العهد صار أوكد وأرسخ وأقوى ويجري دافع الوفاء له مجرى الدم في الشرايين". وأكد أن رجال حزب الله الأبطال يواصلون ويستمرون في استهداف المواقع والمراكز والثكنات العسكرية والمستعمرات المغتصبة للعدو الإسرائيلي، مؤكداً أن السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في قلب ووجدان وسواعد عشرات آلاف المقاتلين المجاهدين الأبطال. وأضاف "خطابات السيد حسن نصر الله وكلماته وتوجيهاته تحيي في المجاهدين روح المسؤولية وتمدهم بالمزيد من العزم، وشهادته وتضحياته حوّلت المجاهدين إلى استشهاديين مستبصرين منتصرين بإذن الله تعالى". كما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المنطقة العربية والعالم الإسلامي لم تشهد تحديات ومخاطر كما يستهدف الشعب الفلسطيني، معتبراً عملية طوفان الأقصى لها أهمية كبيرة وتأثيرات ونتائج ومهمة وقد وجهت ضربة كبيرة وقاسية جدا للعدو الإسرائيلي. وأفاد بأن العدو الإسرائيلي يريد أن يطمس معالم الإسلام ويعادي حتى المقدسات، وما يقوله عن مكة والمدينة والحج معروف في كتبهم وتصريحاتهم، مشيراً إلى أن الأبواق الإعلامية الموالية لإسرائيل تتحدث دائما بما يخدم العدو وتسيء للمجاهدين والفلسطينيين. وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي اعتمد في عدوانه على تكتيك الإبادة الجماعية والتدمير الشامل ثم الاغتيال للقادة، واتجه بكل ما يملك من وسائل القتل والتدمير واستخدم أيضا وسيلة التجويع. وتابع "مهما ارتكب العدو الإسرائيلي من جرائم إبادة واستهدافات واغتيالات فلن يصل إلى النتيجة التي يريدها، ومهما ارتكب من جرائم إبادة، لن يغير المآل الحتمي الذي يتجه إليه، وهو الهاوية والزوال المحتوم"، مؤكداً أن جرائم الإبادة بالقتل والتجويع والحصار ليست إنجازاً عسكرياً، وما يقدمه المجاهدون في غزة من ثبات يعتبر إنجازا فعلياً.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت