الاثنين 04/ ربيع الآخر/ 1446 - 07/10/2024 : undefined
تأتي الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى وحركات المقاومة الفلسطينية في غزة في عز عنفوانها وحضورها في ميدان المواجهة ،وعلى الرغم من حرب الإبادة التي يرتكبها العدوان الصهيوني بحق أبناء قطاع غزة والدمار والحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عام ، إلا أن كيان الاحتلال ما يزال بعيدا جدا عن تجاوز أثار الطوفان . فالحرب على غزة هي الأطول بالنسبة للاحتلال وهي أيضا الحرب التي عجزت حكومة هذا الكيان والإدارة الامريكية على تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية ، وهو عجز دفع نتنياهو للمغامرة بفتح الباب لحرب إقليمية علها تنقذه من الغرق في مستنقع غزه وسط نزيف يهدد كيانه وجنودة بالنفوق . وبعد فشل القضاء على حركات المقاومة في غزة والمؤامرة على حزب الله يبحث العدو الصهيوني الأن عن حدث أكبر من جريمة اغتيال السيد حسن نصر الله لهز الحاضنة الشعبية العربية والإسلامية للمقاومة، واستعادة الردع المفقود والمعنويات المنهارة للكيان وجمهور المطبعين. ويرى مراقبون أنه رغم استمرار العدوان البربري والوحشي لكيان الاحتلال الصهيوني وكثافة الغارات وارتفاع اعداد الضحايا المدنيين وحجم الدمار الكبير في قطاع غزة و جنوب بيروت ، إلا أن المقاومة تسير في تحقيق مكاسب استراتيجية، تعززها الإدارة والإرادة الصلبتين. ويؤكد الكاتب السياسي عبدالله عامر ،أنه بعد عام كامل على معركة طوفان الأقصى لم يحقق كيان الاحتلال الصهيوني أي هدف من أهداف الحرب والعدوان على غزة . ويقول الكاتب علي المعشني " لمدة عام كامل من الطوفان عجز نتنياهو عن تحقيق هزيمة إستراتيجية بفصائل المقاومة في جميع الجبهات ، كما فقد عنصرا السبق والردع ، وعجز عن توفير الأمن لكيانه اللقيط " بدورة أكد الرئيس الاسبق علي ناصر محمد أن يوم 7 أكتوبر يوم الانتفاضة المجيدة كان ولايزال زلزالاً غير مسبوقا وغير متوقعا، قضّ مضاجع العدو وحلفائه الذين ظنوا أن الفلسطيني استكان وهان وأن المسألة مسالة وقت لإعلان إسرائيل انتصارها الكامل بضم الضفة المحتلة ثم القيام بغزو عسكري شامل لغزة لتصفية القضية الفلسطينية . من جانبها قالت الدكتورة حسناء نصر الحسين " الخلاصة نقول في ذكرى طوفان الأقصى أن المقاومة مازالت حية ومتوهجة في افئدة أبنائها ، وأن الحق لا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن ، وأن المقاومات لم تبنى دون عقيدة وإيمان أساسها الجهاد المقدس لتحرير فلسطين. وأضافت " هؤلاء الرجال الشجعان منذ لحظة اتخاذ القرار بحمل السلاح وضعوا دمائهم على أكفهم ونذروا أنفسهم لله اولاً وللقدس ثانياً ، وهذه العقيدة لن نجدها عند قادة الكيان ولا عند جنوده ولا حتى مستوطنيه وليسوا مستعدين لتقديم ارواحهم لدولتهم المزعومة " ويُشير الدكتور محمد المعموري إلى أن يوم 7 أكتوبر اصبح مقياس لتغير وجه العالم وسياساته ، ففي هذا اليوم انتصر الفلسطيني على أشرس عدو ولم يكن يوما منتصرا كما كان في ذاك اليوم العظيم في طوفان الاقصى المبارك. بدورة يقول الكاتب شادي إبراهيم " إسرائيل ماتزال بعيدة جدا عن تجاوز آثار طوفان الأقصى والأسئلة الجديدة التي يفرضها كل يوم، وأحجار الدومينو التي تواصل التساقط. في غضون ذلك، تبقى الحقيقة المؤكدة أن زمان الحروب الإسرائيلية الخاطفة والسريعة قد ولّى، وأن عليها، بل والمنطقة بأسرها، أن تتكيف مع واقع جديدة أصبحت حالة الحرب فيه هي القاعدة والأساس، وفترات الهدوء هي الاستثناء الذي سيصبح أشبه بهدنة قصيرة لالتقاط الأنفاس.” ويؤكد مراقبون أن عملية طوفان الأقصى اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وفتحت أفاقا جديده لها على المستوى الأقليمي والعالمي ،كما كشفت مدى هشاشة كيان الاحتلال الصهيوني ، وازدواجية المعايير الدولية في معاقبة الضحية ومكافأة الجلاد وهو الأمر الذي شجع الاحتلال الإسرائيلي على إرتكاب أبشع المجازر حرب بحق الأبرياء والأطفال والنساء.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت