السبت 21/ جمادى الأولى/ 1446 - 23/11/2024 : undefined
كامل المعمري: أنصار الله: رحلة الايمان من جبال مران بصعدة إلى مركز التأثير الإقليمي في رحاب التاريخ، نادراً ما تجد جماعة واجهت صراعات ومعارك دامية وانتصرت كما واجهتها جماعة انصار الله في اليمن التي تواجهة حربا بعد اخرى منذ عام 2003 وحتى اليوم الذي اصبح فيه غالبية الشعب يصطف الى جانب انصار الله في ظل دولة قوية، فمنذ أن اندلعت شرارة الحروب الستة بين انصار الله وبين نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كانت كل حرب بمثابة معركة دامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى الجرائم التي تم ارتكابها بحق اهالي صعدة نتيجة الضرب العشوائي من قبل طائرات ومدفعية النظام كانت مهولة لاسيما بحق النساء والاطفال هذه الحروب لم تكن مجرد نزاعات عسكرية، بل كانت كابوسًا مستمرًا لا يمكن للعقل حينها أن يتخيل أن هذه الجماعة قد تتمكن يومًا من السيطرة على أي جزء من محافظة صعدة، ناهيك عن توسيع نفوذها إلى أجزاء أخرى من اليمن. ومع ذلك، برغم تلك المواجهات الدامية، نهض الحوثيون من تحت أنقاض الحرب ،ستة حروب استمرت من عام 2004 حتى توقفت في 2010 وبقي الحوثيون في الجبال.. انها استراحة مقاتل لكنها لم تدم طويلا حتى جاءت شرارة ثورة 2011 ضدالتحديات. لم ليكون الحوثيون اول المشاركين في هذه الثورة انهم يدخلون هذا الحراك الثوري ولديهم اهداف لابد من تحقيقها وقد قدموا تضحيات جسيمة لاجل ذلك فهم كما يعرف الجميع ضد الوصاية الامريكية والسعودية والتدخل الاجنبي ،مرورا بتلك الايام وماتلاها من منعطفات واسباب جعلتهم يسيطرون على السلطة بعد حراك شعبي وثوري استمر من 2011 وحتى 2014 ليتمكنوا بعدها من طرد السفير الامريكي وفرض واقعا جديدا يقوم على عدم التدخلات الخارجية والسبادة الوطنية ها قد وصلت تلك الجماعة – التي كانت في البداية لايتجاوز عددها اصابع اليد حين كانوا بالامس محصورين بين جدارين اسمنتين في احدى القرى في جبال مران يستمعون لمحاضرة الشهيد القائد “خطر دخول امريكا اليمن – الى السلطة. مضت ستة اشهر على ثورة 21 سبتمبر فقط لتندلع حرب أخرى بقيادة السعودية والإمارات، بمشاركة تحالف واسع ضم 17 دولة، منها الولايات المتحدة تلك الحرب الشرسة التي شن فيها العدوان اكثر من 250 ألف غارة جوية، قتل وجرح فيها عشرات الالاف من اليمنيين ناهيك عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للبلاد الى جانب معارك محتدمة على مختلف الجبهات وتجيش واستقدام مرتزقة بلاك ووتر ومرتزقة من السودان وغيرها الى جانب الالة الاعلامية الضخمة كل تلك الحملة الشرسة في الحرب والاعلام والحصار تجعل من الصعب على العقل تصديق أن هذا التحالف الضخم لن يتمكن من هزيمة انصار الله فقد كان الكثير من المرتزقة الذين يظهرون على قنوات العدوان وكذلك القادة العسكريين في التحالف السعودي والإماراتي يتحدثون وكان النصر اصبح أمرا واقعا.. لايمكن سرد بطولات الصمود الاسطوري لصنعاء وماحققته من انتصارات في هذه الشطور ولكن هاهو الواقع امامكم وبعد 9 سنوات يظهر أن الحوثيين اليوم يفرضون شروطهم، ويهددون خصومهم بقوة وهذا مالم يكن يخطر على بال احد هذه الملحمة التي تتجاوز الوصف، هي أسطورة من نوع آخر بطولات لايمكن مقارنتها بالعديد من الملاحم التاريخية التي تجسد روح المقاومة والصمود في مواجهة قوى أكبر. إنها بطولات تذكرني بمعركة الإسبرطيين الأسطورية في فيلم “300”حيث تحدى 300 محارب جيش جرار ضخم، متمسكين بأرضهم ومبادئهم حتى الرمق الأخير ورغم علمهم بعدم الانتصار الا ان شجاعتهم تقاس بعدم الاستسلام وان كلفهم ذلك الموت وهذه هي الشجاعة لكن الفارق هو ان الحوثيين يقاتلون اعتى جيوش الارض وينتصرون وإذا كان الأوروبيون يفخرون بمثل تلك البطولات فإن في اليمن قصصاً واقعية خام، أحداثا لازالت مستمرة تغمرها الحقيقة. تحت كل حجر في اليمن، تُروى قصة ، وفي كل منحدر وسهل وواد تُحكى قصة مقاتل يمني قصصٌ تجعل التاريخ يقف مشدوها، متأملاً ومندهشًا من عظمة تلك البطولات التي لا يمكن للعقل تصديقها، لكن الإيمان حين يمتزج باليمني يصنع المعجزات. ولمن لايفهم كيف حدث ذلك عليه قراءه مايين السطور، حيث تختبئ آلاف القصص لمقاتلين جسدوا بتضحياتهم وايمانهم وصمودهم وشجاعتهم وتضحياتهم بطولات اسطورية تلك القصص التي تروي كيف أن الإيمان بالقضية، والعزم الذي لا يلين، يصنعان مجدًا يفوق الخيال. لقد شكلت هذه الحركة ظاهرة فريدة في التاريخ المعاصر، ظاهرة تجعل من اليمن مسرحًا للبطولات، حيث يُكتب التاريخ بملاحم لا تزال تُروى وتُحكى جيلا بعد جيل. انتهت هذه الحرب او نقول هناك هدنة بدأت منذ 2022 لكن ذلك لايعني ان المعركة ستتوقف هنا فالمعركة لم تبدأ بعد فأنصار الله لم يواجهوا بعد العدو الحقيقي امريكا واسرائيل وجها لوجه وعليهم اعداد العدة لهذه المعركة المرتقبة والوشيكة جاءت احداث ومعركة طوفان الاقصى والعدوان الاسرائيلي على غزة وسط حالة من الخذلان العربي. لايكاد انصار الله ياخذوا او استراحة مقاتل بعد خروجهم من معركة استمرت ثمان سنوات لكن جرائم الكيان في غزة تفرض عليهم عدم الصمت فهذا هو المنهج وتلك هي المسيرة القرآنية وهاهو الوعد يتحقق بمواجهة الكيان الصهيوني وامريكا وبريطانيا الجميع يعرف ماذا حدث في البحر الاحمر وجميع الجيوش في العالم ايضا تعرف مدى الخوف الذي تشكله حاملات الطائرات والاساطيل البحرية لكن انصار الله ينتظرون هذه الفرصه منذ عقود ولايهمهم سوى خوض هذه المعركة وهاهم يصنعون التاريخ ملحقين هزيمة غير مسبوقة بسيدة البحار امريكا وبريطانيا ومنع الملاحة الاسرائيلية لقد اصبح البحران الاحمر والعربي خاليين تماما من اي تواجد لقطع حربية امريكية واجنبية بفعل قوة صنعاء التي استطاعت فرض معادلة وضعت فيها حدا للعنجهية الامريكية. ماهو التالي لدى انصار الله؟ حسنا دعوني الان اخبركم بموضوع قد يبدو لكم ضربا من الخيال او اسطوره سموها ماشئتم، انصار الله يعدون العدة لتحرير فلسطين والدخول في معركة مفتوحه مع الكيان الصهيوني ويسعون لتطوير وتحديث التقنية الصاروخية وتقنية الطيران المسير ويدرسون كذلك المشاركة في المعركة البرية ضد الجيش الاسرائيلي..صدق او لاتصدق ولكن سياتي اليوم الذي تتحسس فيه راسك كردة فعل عن تعجبك كيف حدث ذلك؟ مش بعدين تقولوا هي الامارات وبريطانيا وامريكا من دعمت الحوثي لتحرير فلسطين. اليوم، يقف الحوثيون كشهادة على قوة الإيمان والصمود رغم كل الصعاب، تحدوا بعضاً من أكثر الجيوش تقدماً في العالم رحلتهم من مجموعة صغيرة في جبال صعدة إلى لاعب رئيسي في المعادلات الإقليمية تؤكد درساً أوسع: أن الإيمان بالقضية، مقترناً بالدهاء الاستراتيجي، يمكن أن يغير مسار التاريخ. نعم قصة انصار الله هي حكاية عن التحدي والتحولات الكبرى إنها تحدي للاعتقادات التقليدية حول القوة والنفوذ، وتظهر كيف يمكن للفاعلين غير الحكوميين أن يظهروا كلاعبين جيوسياسيين مهمين من خلال الإرادة الصلبة والقدرة على التكيف الاستراتيجي. بالنسبة للجمهور الغربي، فإن صعود الحوثيين يذكرنا بالطبيعة المعقدة وغير المتوقعة للسياسة العالمية، والتأثير الدائم للحركات المحلية على الديناميات الدولية. وفي ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، يتحدث البعض بسخرية عن استعداد الحوثيين، أو أنصار الله، لتحرير فلسطين من “الكيان الغاصب” وخوض معركة طويلة الأمد لتحقيق هذا الهدف. لكن عند النظر بتمعن في مسيرة الحوثيين والتحديات التي تغلبوا عليها منذ نشأتهم، يظهر أن لديهم مقومات لا يمكن تجاهلها في هذا السياق. وبينما قد يرى البعض في طموحات الحوثيين لتحرير فلسطين ضرباً من الخيال، إلا أن تاريخهم في مواجهة التحديات والتغلب عليها يجعل هذا الطموح أكثر واقعية مما يعتقد الكثيرون. إن استعداد الحوثيين لخوض معركة طويلة الأمد يعكس إيمانهم بقضية تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، ويؤكد أن الإيمان بالقضية يمكن أن يحرك الجبال، بل ويغير مسار التاريخ. صحيح بأن المعركة قد تكون طويلة وشاقة، ولكن بالنسبة لهم فإن كل تحدي جديد هو فرصة لإثبات قدرتهم على تحقيق ما يعتبره البعض مستحيلاً. ختامًا، ستظل حكاية الحوثيين واحدة من أعظم الملاحم في تاريخ اليمن الحديث، حيث تجسد قصة الإيمان الراسخ والقدرة على التحول من حركة مقاومة صغيرة إلى قوة إقليمية مؤثرة. إن تحدياتهم، ومواجهاتهم الشرسة مع قوى عالمية وإقليمية، تؤكد أن الإيمان بالقضية والعزيمة يمكن أن يصنعا ما كان يعتبر مستحيلاً. إنهم الآن في موقع لا يمكن تجاهله على الساحة الإقليمية، يواصلون التحدي والتحول، عاقدين العزم على تحقيق أهدافهم المتمثلة بتحرير فلسطين ودحر امريكا من المنطقة مهما كانت الصعوبات وهذا ليس مجرد سعي لتحقيق حلم محلي، بل هو رمز للإيمان بأن الإرادة الصلبة والشجاعة يمكن أن تكتب تاريخا جديدا، حيث يستمر الحوثيون في تحدي العالم بأسلوبهم الفريد واستراتيجياتهم التي تخطت التوقعات التقليدية. ففي عالم حيث القوة تُقاس عادة بالعُدد والعتاد، أثبت انصار الله أن الإيمان والدفاع عن المبدأ يمكن أن يغيرا المعادلات التقليدية، جاعلين من صراعهم مثالا يُحتذى به في الجرأة والتضحية. انهم درس مستمر في مقاومة ومقارعة الظلم حيث يظلون رمزا للإصرار والمثابرة في مواجهة أعتى التحديات.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت