الاثنين 08/ جمادى الآخرة/ 1446 - 09/12/2024 : undefined
عبد الباري عبدالرزاق - سوريا إلى أين؟ . بعد مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للسلطة وسيطرة الفصائل المسلحة على دمشق، فأن سوريا في منعطف خطير يتطلب تضافر الجهود العربية والإسلامية لقطع الطريق على البيت الأبيض وكيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال جمع الفرقاء السوريين وإجراء مصالحة وطنية شاملة تضمن الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سوريا . عدم التحرك العربي والإسلامي العاجل لملء الفراغ في سوريا ، يفتح الباب على مصراعية لتوسيع التدخل الأمريكي والصهيوني في تغذية الصراع وإدخال سوريا في فوضى طويلة لها إنعكاستها ومخاطرها على الأمن القومي لمصر والعراق والاردن ولبنان، وهي الفوضى التي قد تنتقل بشكل أسرع إلى هذه الدول. الفصائل المسلحة في سوريا لا تحمل مشروع وطني جامع، فجزء من هذه الفصائل مرتبط بكيان الاحتلال الاسرائيلي وبعضها مرتبط بتركيا وفصائل أخرى مرتبطة بالبيت الأبيض ولكل فصيل أجندات خارجية وفقا لمصالح الدولة التي يتبعها. تواصل الموساد الإسرائيلي والمخابرات الامريكية وتركيا مع الفصائل المسلحة في سوريا بدء في وقت مبكر، وبناء على هذا التواصل والتنسيق والتخطيط تمت السيطرة على المدن والمحافظات السورية وصولا إلى دمشق بصورة سريعة وبدون أي اشتباكات أو موجهات . كيان الاحتلال الإسرائيلي أكد خلال اليومين الماضيين أنه على تواصل مع المعارضة السورية كما هو حال الإدارة الأميركية التي أكدت تواصلها مع جميع الفصائل لتحديد شكل المرحلة الانتقالية، فيما لم نشاهد أي تحرك ومبادرة عربية أو إسلامية لاحتواء الموقف وإطلاق عملية سياسية تحفظ لسوريا سيادتها واستقلالها ووحدتها وامن واستقرار شعبها. سوريا ضمن محور المقاومة خلال العهود الماضية كانت عامل أمن لجيرانها في مصر والعراق والأردن ولبنان، لكنها لن تكون بعد اليوم كذلك خصوصا اذا أصبح القرار السوري في يد الإدارة الأميركية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، فان الدول العربية المجاورة لسوريا وحتى دول الخليج ستشهد احداث داميه وأيام صعبة.. والدهر فقيه.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت