الخميس 25/ جمادى الآخرة/ 1446 - 26/12/2024 : undefined
تقرير : عبد الباري عبدالرزاق - كيف سيطر الاحتلال الإسرائيلي على منابع المياه في سوريا.؟ عندما يحكم الأوطان الخونة وتستعر فيها الحروب، يموت من لا يستحق الموت بسبب من لا يستحق الحياة ، وفي ظل صمت حكومة الجولاني ، يتوغل الاحتلال الإسرائيلي في سوريا بشكل واسع وغير مسبوق وبمهارة استراتيجية وعمليات احتلال وضم لمساحات واسعة من أراضي دولة عربية . حيث كشفت تقارير ميدانية أنه ومنذ قرابة 17 يوما تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتوغل واحتلال الأراضي السورية والسيطرة على منابع المياه العذبة، دون أي رد من قبل القوى الجديدة الحاكمة في دمشق للتصدي لهذا الاحتلال الغاشم. هضبة الجولان وجبل الشيخ السوري. وتشير المصادر إلى أن كيان الاحتلال الاسرائيلي حرك قواته منذ اللحظات الأولى من سقوط نظام الأسد باتجاه هضبة الجولان وهو الأمر الذي سمح له بالتوغل في العمق السوري بخطوات مدروسة من خلف الستار وصولاً إلى احتلال جبل الشيخ ذا المكانة الاستراتيجية العالية لكونة مطلا على 4 دول عربية لبنان وسوريا والعراق والأردن، ولم يضيع وقتاً حيث باشر في تأسيس قاعدة رصد وتجسس على قمة الجبل وبما يمكنة من كشف أي تحركات من شأنها مهاجمته. السيطرة على منابع المياه. لم يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على المواقع ذا الأهمية العسكرية وانما يواصل التوغل داخل محافظات القنيطرة ودرعا والمناطق المحيطة بمنابع المياه. ووفقا للمرصد السوري فان التصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا مستمراً حيث شهد الريف الغربي لمحافظة درعا تصعيداً خطيراً بتوغل قوات الاحتلال في منطقة حوض اليرموك والسيطرة عليها بشكل كامل، كما واصل التوغل إلى سد الوحدة والسدود الموجودة في المنطقة، حتى أصبح حالياً يسيطر على 4 مليار متر مكعب من المياه السورية. لماذا حوض اليرموك؟ منطقة حوض اليرموك منطقة جغرافية استراتيجية بارزة في الريف الغربي لمحافظة درعا جنوب سوريا وتشكل جزءا من الحدود الطبيعية بين سوريا والأردن، ويعتبر نهر اليرموك من أكبر روافد نهر الأردن ، ويبلغ طول نهر اليرموك 57 كم منها 47 كم داخل الأراضي السورية والباقي يقع في الحدود الأردنية الشمالية الفلسطينية. ينبع نهر اليرموك من مزيريب في سوريا ويشكل جزء من الحدود السورية الأردنية ويقع جزء من النهر ضمن نطاق محمية اليرموك الطبيعية، وقد عام 2011 الحكومتين السورية والأردنية سد الوحدة على النهر، ليقوم هذا السد بحجز مياه النهر وصبها في حوض النهر بين البلدين. وتبلغ السعة التخزينية لسد الوحدة 225 مليون متر مكعب من المياه ويساهم في ري أكثر من 13 ألف و500 هكتار زراعي. كما يزود نهر اليرموك وسد الوحدة سوريا بـ 30 بالمائة والأردن بـ 40 بالمائة من المياة العذبة، وهو ما يعني أن سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على الموراد المائية الحيوية في المناطق المجاورة لمنابع المياة وصولا إلى السويداء، يشكل تهديد وجودي للبلدين وخاصة الأردن الذي يعاني بالفعل من نقص من المياه . وقد أشارت تقارير سياسية واقتصادية إلى أن سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على منطقة حوض اليرموك قد حقق حملة بعد أعوام طويلة من المحاولات، وهي الخطوة التي تعد نصراً استراتيجيا في سبيل خطة كيان الاحتلال للسيطرة على المياة العذبة في المناطق التي يتوسع على حسابها. اضافة إلى أن منطقة حوض اليرموك ليست مجرد ممر جغرافي، بل نقطة تقاطع مهمة لمصالح مائية وزراعية وأمنية لسوريا والأردن. تفتيش للمنازل وهدم وتخريب. استباحة الاحتلال الاسرائيلي للأراضي السورية والسكان السوريين، لا يقل خطورة عن احتلاله لفلسطين وهو يتجول اليوم جنوب سوريا بكل حرية وبصورة عادية وعلى مرى ومسمع من حكومة الجولاني، حيث أظهرت مشاهد فيديو اقتحام الدبابات والجرافات الاسرائلية للقرى والمناطق السورية وقيامها بتخريب الطرق الحيوية وتجريفها لعدة ساعات متواصلة في عملية تبدوا وكأنه مخطط لها منذ فترة طويلة رغم أن هذه الطرق شريان حياة لتنقل المواطنين والنقل التجاري، كما قامت قوات الاحتلال بقطع المياه عن أهالي منطقة اليرموك والمناطق المجاورة ليخرج الأهالي بعدها بمظاهرات في قرى حوض اليرموك رفضاً للاحتلال والمطالبة بانسحابه فورا من الأراضي السورية ، وهي المظاهرة التي أطلقت عليها قوات الاحتلال الرصاص الحي بحجة اقترابهم من منطقة عسكرية وأصيب العديد من المواطنين. النفط لأمريكا والماء لإسرائيل. من الملاحظ أن تقسيم سوريا يأتي وفقا لاتفاقية بين الفصائل المسلحة بقيادة الجولاني والجانبين التركي والامريكي والاحتلال الاسرائيلي بحيث تكون مناطق محافظات أدلب وحلب وحمص ودمشق للنفوذ التركي ومناطق جنوب سوريا تحت يد الاحتلال الصهيوني ومناطق حقول النفط في دير الزور والحكسة وتدمر التي تسيطر عليها قوات قسد خاضعة للنفوذ الأمريكي ،فيما تكون السلطة السورية بيد الفصائل المسلحة. ما ذكر أعلاه هو الأقرب لحقيقة ما يجري في سوريا، وأي حديث مخالف لهذا، فماذا يعني عدم إصدار حكومة الجولاني في دمشق أي إدانة للاحتلال الاسرائيلي، وعدم إرسالها أي رتل عسكري أو ممثلين عنها إلى المنطقة للاطلاع على ما يجري من انتهاك صارخ للسيادة السورية واحتلال لجزء من أراضيها، رغم مناشدة الأهالي وسكان هذه المحافظات للجولاني وجماعته التي لم يتبين بعد شكل الحكم الذي ستتبناه في سوريا، وكما يقال الجواب واضح من عنوانه.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت