الأحد 19/ رجب/ 1446 - 19/01/2025 : undefined
عبد الباري عبدالرزاق - هذا هو بالضبط الفشل العسكري لكيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة. النصر لا يقاس بحصيلة أعداد القتلى المدنيين ولا بحجم ما قمت بتدميرة من مباني سكينة وبنية تحتيته، وأنما يقاس النصر بما حققته من أهداف عسكرية خلال الحرب وبعدها. وفي عملية جرد سريعة لحرب سنة وثلاثة أشهر على قطاع غزة سحق فيها الاحتلال كل ماهو متحرك وثابت من البشر والحجر ، وهي الحرب التي قدم فيها أهل غزة من صمودهم وثباتهم ما ينافس تاريخ هذه الأمة. وضع الاحتلال هدف استراتيجي لدخول غزة وهو استعادة " الردع " ثم الأهداف العسكرية في القضاء على حركة حماس واستعادة الاسرى وتدمير الانفاق وفصل شمال القطاع عن جنوبة واختيار سلطة جديدة تحكم غزة. فشن حرب كونية في سبيل تحقيق هذه الأهداف العسكرية وأستخدم فيها كل أنواع الاسلحة الفتاكة وأحدث التقنيات، بل وحشد أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والاسرائلية والفرنسية والألمانية لمراقبة قطاع مساحته 200 كم ،لقرابة 500 يوم، من أجل تحديد أنفاق المقاومة وتحركاتها وإيجاد مئات الأسرى . وعلى رأي المثل المصري " جاءت الولية تفرح مالقتش لها مطرح " قلب الاحتلال غزة عليها سافلها بالغارات والقنابل الذكية والعمياء والصواريخ ، والتكنولوجيا والأقمار الصناعية وأجهزة المراقبة الدقيقة،والجواسيس ، ولا نجح في اختراق تحصينات حماس المعلوماتية ، حتى أصبح بقاءة في غزة نكالا له خصوصا مع زيادة غرقة بشكل أكبر في بحر من الدماء التي أوغل في سفكها بوحشية لا نظير لها. ظل الاحتلال يبحث عن صيد ثمين في غزة مثل فأر خدعته حاسة الشم بوجود قطعة جبن داخل ماسورة فدخلها وخرج من نهايتها بدون جدوى ليدخل فتحة ماسورة أخرى ويخرج من طرفها بلا فائدة وهكذا ظل يتنقل من ماسورة إلى أخرى حتى وجد نفسة في خازوق كبير ومصيدة معقدة الشباك والمخالب، منهك وبحالة هستيرية ونفسية حرجة. كيف يعود قادة الكيان بحمل كاذب وغير قابل للتصديق من قبل المجتمع الاسرائيلي الذي يعرف رجال المقاومة كيف يجرّمون العلاقة المحرمة، ولا قدرة لحكومته على مواجهة أسئلة الرأي العام، عن أبن من هو هذا الفشل الذي عادت تحمله في بطنها أو بنت من هذه الهزيمة. فحكومة نتيناهو هي تلك العاهرة التي ذهبت تستعيد شرفها المزعوم وعادت عارية تلطم حظها العاثر وهي تحمل الهزيمة والفشل معاً في حضنها . وهكذا هي نتائج حرب الأوغاد والسفلة.! فالصورة الواردة من غزة لا تترك مجالاً للشك. إسرائيل فشلت في تحقيق هدف واحد من أهدافها العسكرية . هذا جنون لا يستوعبه العقل..ظهور كتائب القسام في اليوم الأول من وقف اطلاق النار في ساحة السرايا بغزة بذلك التنظيم والحضور الكبير . من أين خرجوا ومن أين أتى هذا الجمع وأين كان هولاء المقاتلين، وماذا كان تفعل كل قوات الاحتلال منذ أكثر من سنة في غزة، وكيف استطاعت حماس الاحتفاظ بقوتها في كل مكان لتفرض سيطرتها خلال ساعات من وقف اطلاق النار على كل القطاع؟ . وكما قال الصهيوني نوعم أمير : كيف يمكن أنه بعد سنة وثلاثة أشهر لا تزال هناك مركبات عسكرية "جيب " لحماس في القطاع؟ هذا هو بالضبط الفشل العسكري الاسرائيلي. نعم هناك تكلفة بشرية كبيرة من الضحايا المدنيين والبنية التحتية، وهذه التضحيات الجسيمة اعتاد الشعب الفلسطيني على تقديمها على مدى سبعة عقود من النضال والجهاد والكفاح والمقاومة والصبر والصمود دفاعا عن أرضة وكرامة أمة خناقة. اليوم تحقّق وعد المقاومة. لن تأخذوا الأسرى إلا بإيقاف الحرب، وفي المقابل سوف نسترد ألوف من أسرانا المعتقلين..ولا عميل من خارج القطاع سوف يأتي ليقود عملية التسليم. بل مجاهدوا القسّام المنتشرين في كل احياء ومدن القطاع الذين لا تزال لديهم القدرة الاستخباراتية الهائلة على التنقل بخفة والتسليم في الموقع والزمان الذي تُقرّره المقاومة. هذا ليس نجاحا استخباراتيا فقط على كيان نووي يحظي بدعم العالم. بل نصر استراتيجي ونجاح عسكري وأمني بامتياز ،فالعدو يغادر قطاع غزة دون إستعادة أي ردع ولم ينجح في إضعاف قوة المقاومة العسكرية وتدمير الانفاق وتقسيم القطاع واحتلاله اجزاء منه. خرج ابن الملعونة من غزة وحرب هي الأطول والأصعب في تاريخ كيانه بتكلفة باهظة في اعداد جنوده القتلى والذي بلغ " ألف " قتيل و 14 ألف جريح وبمعدل ألف جريح كل شهر ناهيك عن الخسائر العسكرية والتي قدرت بـ 50 مليار دولار ، وتداعيات اقتصادية هائلة وكبيرة وبعيدة المدى.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت