الثلاثاء 28/ رجب/ 1446 - 28/01/2025 : undefined
عبد الباري عبدالرزاق - السعودية ضحية ضعفها أمام نزوات ترامب ومساعيه في نهب المال السعودي حتى أخر فلس. فكرة الخوف والانصياع لمن لا سلطة له عليك هي نفسها سواء كان الذي يبتزك ترامب أو هلفوت بلا منصب أو قوة. كلها اذا استسلمت وانبطحت دون مقاومة ورفض لهذا الابتزاز فسيتم اخضاعك واجبارك على دفع ترليون دولار ثم أثنين وثلاثة وأربعة، ولن ينتهي الوضع عند هذا الحد حتى تبيع قصر الدرعية وجلباب الملك. لو كانت العلاقة الأمريكية السعودية قائمة على أسس متينه وعلى الندية والاحترام المتبادل ما تخلى ترامب عن اللغة الدبلوماسية في حديثه عن السعودية وما تعمد إهانتها في كل محفل ومهرجان. فهل تعرفون ماذا يفعل ترامب بالبلد الحليف لإدارته ؟. أنه يمارس ضدها أكبر عملية إبتزاز في التاريخ؟. ويمكن أن نسميها أكبر عملية اغتصاب. السعودية ضحية صمتها وضعفها أمام هذا المهرج الذي لا يمكن إشباع رغباته بسهولة، فالضحية التي تستسلم عند اغتصابها تعطي المغتصب شعور بالاستمتاع وتعزز رغبته في تكرار ابتزازها ألف مره. المملكة بنسختها المستحدثة اليوم بقيادة ولي العهد في وضعية مخله داخليا وخارجيا ، وعندما نقول وضعية مخلة لا يقتصر الأمر على مفهوم الأخلاق، فالسياسية المهزوزة فعل فاضح ، والضعف والعمالة والخيانة أيضا افعال فاضحة ومخله إلى أبعد مدى. ترامب عرف من أين تؤكل الكتف السعودية على ما يبدو ، وقبول المملكة بصفقاته خوف وضعف واستحمار لا استثمار، لأنها تضع كل ما لديها من البيض في سلة واحده رغم المخاطر الحقيقة على الإقتصاد السعودي في المستقبل القريب والبعيد. فالمنافسة عالميا اليوم هي في خلق تكتلات إقتصادية متنوعة وبعيده عن مراكز الهيمنة والتجاذبات السياسية وعالم القطب الواحد ، كما أن الإتجاه نحو الاستثمار في دول الاقتصاديات الناشئة والبلدان التي لديها بعض الشيء من التحرر من التعامل بالدولار أكثر أمانا. محمد بن سلمان وافق على دفع 600 مليار دولار للرئيس ترامب. فماذا سيحل بمشاريع رؤية 2030 التي طرحها لنقل المملكة إلى مصاف دول متقدمة قبل أن يطرحه ترامب أرضا وهو ما يثير الكثير من الجدل والشك والريبة في فشل هذه الرؤية بعد ان اصبح تمويلها في جيب ترامب. تخيلوا لو أنه استثمر 50 بالمائة فقط من هذا المبلغ الضخم في مجالات السياحة والإنتاج الزراعي و الصناعة والطاقة والبنية التحتية في اليمن ومصر والسودان وسوريا ولبنان والصومال، فأنه سيحقق مكاسب مالية كبيرة خلال سنوات قليلة، وستنقل هذه البلدان نقلة نوعية من حيث التطور والنماء الاقتصادي ،وتجعل علاقاتها مع السعودية قوية ومتينه للغاية.. والسلام تحية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت