الجمعة 08/ شعبان/ 1446 - 07/02/2025 : undefined
يكتب الدكتور محمد أبو بكر: أيّها الحكّام العرب إنّها ساعة الحقيقة.. والتاريخ لن يرحم والمقاومة هي الكفيلة بحمايتكم ترامب يمارس سخرية علنية من قادة عرب، ويقول لهم.. إذا كان مصطلح التهجير يزعجكم ويحرجكم أمام شعوبكم، فالمسألة ببساطة؛ هي عملية إخلاء سكان غزة من أجل القيام بإصلاحها، وهذا يحتاج عدّة سنوات ! هذه السخرية التي تصل حدّ الإحتقار يلزمها سخرية مضادة تجاه المدعو ترامب، الذي يمارس بلطجة بامتياز، وهذا مايثير السرور والسعادة لدى تابعه نتنياهو. مايجري اليوم في منطقتنا هو مدعاة للسخرية، ويبدو أننا باتجاه تغييرات كبيرة ستطال الكثير من الأنظمة العربية، التي ارتضت هذه المسخرة والمهزلة، لا بل وتزداد خنوعا واستسلاما، وكأنّ ما يقوله ترامب بات قدرا محتوما، فهو لم يختبر المقاومة ولا أهل غزة الذين واجهوا كلام ترامب بسخرية لاذعة، ووصفوه بالرئيس ( الهبيلة ) فخاطبوه بالقول.. نحن الفدائيون لن ننكسر، نحن أقوى خلق الله، مزروعون في غزة ولن نتزحزح أبدا، وتعال جرّبنا ياترامب ! في المقابل يرتجف حكّام عرب من خطوات ترامب القادمة والتي لن تحظى بأيّ فرصة للنجاح، مادام في غزة مثل هؤلاء الجبابرة من شعبنا، الذي لن يغادر أرضه مهما كانت المغريات، أو حتى العقبات التي يتوقع كثيرون بأنّها قد تقود لليأس بين أهلنا في غزة، وبالتالي يغادرون إلى غير رجعة، وهذا لن يكون أبدا، رغم اليقين بأنّ مسألة التهجير ليست وليدة اليوم، بل هي مخطط تشارك فيه أنظمة عربية، ساعدت الكيان وجيشه خلال عدوانه على غزة. أخاطب الحكّام العرب قائلا.. ماذا دهاكم بعد كلّ هذا الإجرام بحقّ شعبنا الفلسطيني ؟ ماذا تريدون من هذا الشعب ؟ هل يشفي غليلكم تهجير الفلسطينيين من أرضهم ؟ لماذا كلّ هذه المؤامرات على المقاومة وحاضنتها الشعبية ؟ لماذا كلّ هذا الخنوع والإنبطاح لترامب ونتنياهو ؟ تصالحوا مع شعوبكم، هي الوحيدة القادرة على حمايتكم، بشرط خلع ثوب التخاذل والتآمر والخوف والعجز، كونوا مع شعوبكم ولو مرّة واحدة، فالتاريخ لن يرحمكم. أيّها الحكّام العرب.. إنّها ساعة الحقيقة، لا تثقوا بأمريكا، وأنتم تدركون بأنه من السهل عليها التخلّي عن أقرب حلفائها، المقاومة هي من تحميكم وتحمي أنظمتكم وبلادكم، خذوا العبرة ممن سبقوكم من حكّام كانوا من أشدّ الحلفاء لواشنطن، ماذا حلّ بكم ؟ عودوا إلى ضمائركم، احضنوا المقاومة، فهي السبيل الوحيد لاسترداد كرامتكم وشرفكم. مازلت أشعر بالتفاؤل تجاه شعوبنا العربية، رغم حالة اليأس التي تعيشها نظرا للقبضات الأمنية الشديدة التي تمارس ضدها، فهذه الشعوب قادرة على التغيير الجذري، وما يجري اليوم في الضفة الغربية، وقرب استكمال ضمّها النهائي لكيان الإحتلال بمباركة ترامب نفسه، ربما يكون شرارة الثورة من المحيط إلى الخليج، وحينها سيتحسّس العديد من حكّام العرب رؤوسهم قبل اقتلاعها ! هل تفاؤلي تجاه الشعوب في محلّه أم أننّي ( هبيلة ) مثل ترامب ؟
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت