السبت 09/ شعبان/ 1446 - 08/02/2025 : undefined
عبد الباري عبدالرزاق - سياسية ترامب الديماغوجية والترهيب الصريح للخصوم والحلفاء . عاد ترامب هذه المره إلى البيت الأبيض ليستدرك ما كان فاته في فترة رئاستة السابقة، وهدفه استغلال كل دقيقة خلال هذه الفترة مجسدا الديماغوجية الشعوبية بوضوح منذ البداية من خلال تصريحاتة وتصرفاته المثيرة التي تمثل الديماغوجية كأستراتيجية لإقناع الآخرين عن طريق الخطابات والدعاية الحماسية والترهيب الصريح للخصوم والحلفاء. وصول السلطة الأمريكية إلى هذا المستوى الفوضوي ، هو أكثر ما كان يثير قلق مايكل باركون قبل عقود، وقد حذر من هذه اللحظة عندما قال حينها " أن الهستيريا الجماعية حول نظريات المؤامرة للنظام العالمي الجديد يمكن أن يكون لها في نهاية المطاف آثار مدمرة على الحياة السياسية الامريكية، تترواح من تصاعد الإرهاب الذئب الوحيد إلى صعود الديماغوجيين المتطرفين إلى السلطة" فالقادة الديماغوجيين، هم قادة غير مطلعين يلهثون وراء السلطة ويستغلون الأزمات لإثارة الهستيريا وتكثيف الدعم الشعبي لدعواتهم إلى العمل الفوري وزيادة السلطة، واتهام الآخرين بالضعف أو عدم الولاء للأمة. وبهذا النهج ينقل ترامب السياسية الأمريكية من مؤسسات الدولة العمقية المغلفة بقيم الديمقراطية والحرية والحقوق والتي هي بالأصل سياسة شريرة تعتمد على القوة والغطرسة في تحقيق مصالحها إلى سياسية الثقافة الشعبية الديماغوجية بنهجها الفوضوي الصريح والواضح . فنلاحظ كيف استطاع ترامب إرباك العالم بتحركاته وقرارته التنفيذية وتصريحاتة الصادمة والتي كشفت مدى فوضوية هذه السياسية والنهج الذي يعتمد على الصدمة والترهيب والقرارات الغير متوقعة وإن كانت بالاساس قرارات إرتجالية لا تستند إلى أي خطط ورؤية واقعية . وهذا ما كانت علية قرارات ترامب الخاصة بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين والتي هي قرارات تنفيذية تدخل حيز التنفيذ بمجرد اصدراها إلا أنه تم تأجيلها لاسباب تعلمها الإدارة الأمريكية ويعلمها الجميع وهو نفس الأمر مع قرارات أخرى أصدراها ترامب بصورة تلقائية ولم تكن مطروحة من قبل مؤسسات الإدارة الأمريكية. نفس الأمر فيما يتعلق بمقترح ترامب السخيف والخاص بتهجير الفلسطينين من أرضهم بقطاع غزة وتصريحاته المتواصلة في هذا الجانب والتي أحرجت الإدارة الأمريكية وأثارت موجة من الغضب العربي والرفض الاقليمي والدولي. ونتيجة لهذه التصريحات الإرتجالية والفوضوية وموجة الردود الواسعة تحركت الإدارة الأمريكية بكافة طاقمها لامتصاص هذا السخط العالمي وتوضيح ما يقصده ترامب رغم ان هذه التصريحات واضحة وصريحة ولا تحتاج إلى أي توضيح . غالبا ما كان يقول "بوب ودوارد " أثناء فترة وجوده في البيت الأبيض عندما يستيقظ في الصباح " ماذا يخبئون هؤلاء الأوغاد "؟.. فما يتم إخفاؤه غالباً ما يكون ذا أهمية كبيرة، وربما ضخمة. وهناك العديد من المشاهد والاخبار التي كشف عنها بوب في مؤلفاته عن قصص الفشل، وسوء الإدارة، وعدم الأمانة، وفساد السلطة التنفيذية في الإدارة الأمريكية خاصة في عهد الرئيسين ترامب ونيكسون. فلا بد على مصر والأردن ودول المنطقة من إتخاذ خطوات عملية لدفن هذه المقترح والمخطط للأبد. فنحن في مرحلة مفصلية، ما بعدها يعتمد بشكل أساسي على هذه الخطوات العملية لا المواقف الكلامية ..والسلام تحية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت