الثلاثاء 12/ شعبان/ 1446 - 11/02/2025 : ذمار نت
جدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي الإنساني والأخلاقي والديني في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه على كل المستويات عسكريا وسياسيا وإعلاميا. وقال السيد القائد في كلمة له عصر اليوم في ذكرى الهروب المُذل للمارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء "حاضرون حتى للتدخل العسكري في أي جولة تصعيد ضد غزة في أي وقت من الأوقات". وأضاف "نؤكد على موقفنا الثابت في رفض السيطرة الأمريكية على الشعب اليمني، وسنعمل على الدوام على صون هذا المكتسب العظيم وهو حرية شعبنا واستقلاله، لأن هذا مهم في الكرامة الإنسانية والعزة الإيمانية، وتحقيق تحقيق هذا المكتسب العظيم يأتي بفضل الله تعالى وبوعي وحركة وثورة الشعب اليمني وهذه الحرية والاستقلال سيعم بإذن الله ربوع اليمن". وأشار إلى "أن الموقف اليمني ضد الهيمنة والسيطرة الأمريكية يُعبر عن إرادة الشعب اليمني وينسجم تماماً مع هويته الإيمانية، فحريتنا دين وعزتنا إيمان ولن نخضع إلا لله تعالى ونحن نعتمد عليه ونتوكل عليه ونثق به". وأوضح قائد الثورة "أن الموقف اليمني حاسم وثابت مهما كانت التحديات لأنه يستند إلى أسس لا يمكن التفريط بها ولا المساومة عليها، لإدراكنا بالمخاطر الحقيقية للسيطرة الأمريكية، كونها تمثل خسارةٌ للدين والدنيا، وكذا خسارة لمستقبل أي بلد مهما كان". وتابع "الدرس الكبير من ذكرى الهروب المذل للمارينز الأمريكي، وهم يحطمونهم أسلحتهم بأيديهم، أن الشعوب تنتصر عندما تتحرك بإرادة صادقة وتوكل على الله، فالمارينز هربوا من بلدنا أذلاء، وخرجوا ليتآمروا من بعيد وليورطوا الأغبياء ليقاتلوا بالنيابة عنهم ويدفعوا لهم المال في الوقت نفسه". ومضى قائلًا "رأينا ثمرة الصمود والاعتماد على الله في موقف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالرغم من الظروف الصعبة للغاية، ورأس مال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كان الإيمان بالله وبقضيتهم والتمسك بحقوقهم المشروعة، فكانت النتيجة لصالحهم"، لافتًا إلى أن اليوم الثاني في قطاع غزة كان يوما للانتصار الفلسطيني، ويوما حماسيا، ظهرت فيه كتائب القسام والفصائل الفلسطينية بكل شموخ وعزة. وأردف "نقول لمن ينظرون إلى أمريكا أنها إذا أرادت للشيء أن يكون، نقول جربوا في الحد الأدنى أن تكفوا عن التورط معها، اتركوا أمريكا لوحدها وانظروا كيف ستكون، فقد ظهرت ذليلة وهربت من اليمن في ثورة الـ 21 من سبتمبر". وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن أمريكا ساندت العدو الإسرائيلي وأعلنت عدوانها على اليمن، لكن الشعب اليمني بإرادته الإيمانية وتوجهه الإيماني ثبت على موقفه، وبقي اليمن على مدى 15 شهراً يخرج خروجا مليونيا أسبوعيا متمسكا بموقفه والعمليات مستمرة وحاملة الطائرات الأمريكية استُهدفت وهربت. ولفت إلى أنه رغم العدوان الأمريكي على اليمن بكل الوسائل، بقي الشعب اليمني صامدا ثابتا حاضرا حرا، مهما كانت التحديات، ما يجب أن يستحضره جميع أبناء الأمة هو الوثوق بوعد الله الحق بزوال الكيان الإسرائيلي المؤقت .. مضيفًا "علينا أن نكون مطمئنين في خياراتنا ومواقفنا الصحيحة تجاه العاقبة المحتومة للمتقين والوعد الإلهي بزوال الكيان المجرم". وقال "متمسكون بموقفنا وأيدينا على الزناد وحاضرون للاتجاه الفوري للتصعيد ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد للتصعيد على قطاع غزة، وإذا عاد كيان العدو للتصعيد، سيعودون إلى حالة وظروف وأجواء الحرب ومخاطرها في الوضع الأمني والعسكري وفي الوضع الاقتصادي نفسه مهما كان الدعم الأمريكي". وتوجه السيد القائد، بالحمد والشكر لله الذي حقق للشعب اليمني المسلم العزيز الانتصار العظيم بالهروب المُذل للمارينز الأمريكي من صنعاء، معتبرًا هروب المارينز الأمريكي من صنعاء نعمة كبيرة من الله وإنجازًا كبيرًا للشعب اليمني. وبارك للشعب اليمني في ذكرى طرد المارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء انتصاره الكبير، مشيرًا إلى أن هروب المارينز من صنعاء فشل للمشروع الأمريكي في السيطرة التامة على بلدنا بكل ما يترتب عليها من نتائج. واعتبر طرد أمريكا من اليمن من ثمرات ثورة 21 سبتمبر وتأكيدًا على الخلاص من الهيمنة والسيطرة الأمريكية ما حفظ للشعب اليمني العزيز كرامته الإنسانية. وقال" لا يمكن لأي شعب أن يكون حرا في الوقت الذي تسيطر أمريكا عليه"، مبينًا أن الخلاص من الهيمنة الأمريكية حفظ للشعب اليمني حريته واستقلاله وهويته الإيمانية، مضيفًا "لا يمكن أبدًا أن تجتمع العزة الإيمانية لشعب مسلم مع سيطرة الأمريكيين عليه وتدخلهم في كل شؤونه ومساعيهم لطمس هويته". ولفت إلى أن الشعب اليمني لا يمكن له أن يقبل بتواجد حفنة من المجرمين الأمريكيين في صنعاء، خاصة وأن الشعب اليمني من أكثر الشعوب محافظة على القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية حتى في أعرافه وعاداته وتقاليده. وتابع "الأمريكيون يتبنون الشذوذ الجنسي والمفاسد الأخلاقية ويسعون للترويج لها ويجعلون ذلك من أولوياتهم العملية في أي بلد يسيطرون عليه"، مؤكدًا أن النعمة العظيمة على اليمن تتمثل في تحرره من الهيمنة والسيطرة الأمريكية. وأكد قائد الثورة أن هروب المارينز الأمريكي من صنعاء يعني فشل المشروع الأمريكي في السيطرة على بلدنا، لما كان تواجده في صنعاء بموقع الآمر الناهي المسيطر النافذ الذي يُصغي له كل مسؤولي الصف الأول. وأفاد بأن برنامج الأمريكي إيصال باليمن إلى حافة الانهيار في كل المجالات، موضحًا أن أمريكا استثمرت في الأزمات السياسية باليمن وعملت على تأزيمها أكثر وأكثر، كما عملت على انهيار القوة العسكرية لليمن وعملت على تعزيز سيطرتها العسكرية من خلال القواعد. ومضى قائلًا "لو استمر التواجد الأمريكي في صنعاء لكانت قواعدهم قد انتشرت في كل المواقع الاستراتيجية في اليمن، واتجه الأمريكي باليمن نحو الانهيار الاقتصادي التام بالرغم من توفر الموارد الاقتصادية، ولم يكن في حالة حصار أو حرب معلنة". ولفت إلى أن أمريكا عملت على اختراق جوانب التعليم والصحة والقضاء وكانت تنخرون مؤسسات الدولة، كما عملت على اختراق الحالة الشعبية داخل بلدنا وحاولت أن تتحكموا حتى بالخطاب الديني، وعملت على إحكام سيطرتها التامة على اليمن بما يحقق مصالحها. واعتبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الخلاص من السيطرة الأمريكية على بلدنا ضرورة بكل الاعتبارات، ومن كان لديهم توجهات أخرى مبنية على أساس الاسترضاء للأمريكي هي توجهات غبية بكل ما تعنيه الكلمة، مؤكدًا أن الأمريكي استفاد بشكل كبير من توجه السلطة آنذاك وبعض الأحزاب التي سعت إلى استرضائه. وقال "من ينظرون إلى الأمريكي أنه فاعل خير وجهة يمكن الاعتماد عليها لتحقيق المصالح والمكاسب فنظرتهم غبية وخاطئة، لأن التوجه الحقيقي بالنسبة للأمريكي يعتمد على السيطرة بطمع وبحقد ويستخدم أي خطط وأساليب لتحقيق هذا الهدف". وبين أن الأمريكي يحمل الطمع تجاه بقية البلدان ويسعى للاستحواذ بالدرجة الأولى بنصيب الأسد من كل ثروات البلدان ومصالحها، مستشهدًا بما يُعبر عنه ترامب من أطماع حتى في بلدان غير إسلامية، مضيفًا "الأمريكيون يعتبرون هذه الأمة وجبة ويعتبرون من يملك الثروات الهائلة منها بقرة حلوب". وذكر قائد الثورة أن ترامب يعبّر عن التوجهات الأمريكية بشكل صريح ومكشوف، لأن العادة في الأسلوب الأمريكي هو اعتماد الخداع وأن يكون هناك غطاء بعناوين زائفة، مؤكداً أن الأمريكيين يجيدون نهب الشعوب والاستئثار بخيراتها ويعطون لذلك عناوين زائفة. وتابع "ترامب يتحدث بصراحة ولا يتحمل أن يقدم تلك العناوين التي تغطي الأهداف الحقيقية للأمريكي، والفارق بينه وغيره أن ترامب يتحدث بصراحة، وإلا فالواقع يشهد على الطمع والشجع الأمريكي في كل المراحل". وأشار إلى أن الأمريكي يتعامل باستغلال إلى أقصى حد، ويعتبر الخنوع والخضوع أمامه والقبول به فرصة ثمينة لإحكام سيطرته، لأن أمريكا لا تتعامل باحترام مع الآخرين ليقابلوا الإيجابية بمثلها، مؤكدًا أن الأمريكي متوحش ومستكبر ومفلس من الأخلاق والقيم وجشع جدا ويعمل على استغلال البلدان دون اعتبار حقوقها وحريتها. وعد السيد القائد المصالح هي الاعتبار الأول بالنسبة للأمريكي والذي يتحرك على أساسه ويتعامل من خلاله مع البلدان ومع الأمة الإسلامية، ومع طمع الأمريكي، وحقده ونظرته المستهترة، ليس للمسلم عنده له أي قيمة سواء كان عربيا أو غير عربي. وأكد أن التودد للأمريكي واسترضاءه لا يقابل بنظرة إيجابية وإنما يُنظر إليه باحتقار .. مبينًا أن المشروع الأمريكي، الإسرائيلي مشروع تدميري عدواني يستهدف الأمة ويسعى لاحتلال رقعة جغرافية كبيرة من بلدانها. وأفاد بأن المشروع الأمريكي، الإسرائيلي يسعى لمصادرة المقدسات، ليس فقط المسجد الأقصى، فمكة والمدينة جزء من المشروع الصهيوني الواضح في أدبياته من كتابات، كتب، مؤلفات، خطط، تصريحات، حقائق واضحة وليست مسألة ادعاء أو اتهامات. وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى تصريحات الصهاينة بسعيهم للسيطرة والاحتلال المباشر على رقعة جغرافية كبيرة من هذه الأمة تحت عنوان "إسرائيل الكبرى"، مشيرًا إلى أن المشروع الصهيوني في أهدافه، مشروع كبير وخطير وصعب التنفيذ لأنه تدميري ويستهدف أمة بأكملها، ولكن هم يعملون على تنفيذه من خلال مراحل. وأردف قائلًا "المشروع الصهيوني يريد من بقية البلدان، أن تبعثر وتُجزأ وتكون خاضعة للسيطرة الأمريكية وفي وضعية من الضعف والشتات والغرق في الأزمات والتناحر تحت كل العناوين"، موضحًا أن المواقع الجغرافية الأكثر مناسبة للقواعد العسكرية تكون لصالح الأمريكي والإسرائيلي وحتى الثروة البشرية بالشكل الذي تفيدهما.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت