الاثنين 18/ شعبان/ 1446 - 17/02/2025 : undefined
عبدالباري عبد الرزاق -ما علاقة الممر الإقتصادي الهندي بمخطط تهجير الفلسطينين من غزه؟. التهجير مخطط صهيوني قديم تم طرحه فوق الطاولة في عهد إدارة بايدن التي أظهرت رغبتها الكبيرة في تدمير قطاع غزة وتهجير سكانه أكثر من رغبة الاحتلال الإسرائيلي نفسة وكان هذا الأمر واضحا من اصرار بايدن حينها على اقتحام غزة أكثر من نتيناهو. تبنّي الإدارة الأمريكية للتهجير يحمل أبعاد اقتصادية وأخرى سياسية تخدم واشنطن وإسرائيل على النحو التالي. بدأت هذه السردية في سبتمبر 2023م عندما أعلن الرئيس الأمريكي بايدن، ورئيس الوزراء الهندي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، وولي العهد السعودي ورئيس الإمارات، إنشاء الممر الاقتصادي بين الهند ودول وأوروبا، وهو مكوّن من مسارين: الأول يربط الهند بالخليج، والثاني يربط الخليج بأوروبا، وتكون “إسرائيل” حلقة الوصل بين المسارين. يومها أعتبر نتيناهو هذا المشروع إنجاز تاريخي لـ " إسرائيل " وسيحولها إلى ملتقى مركزي للاقتصاد العالمي، كما سيحقق أهدافه في إنهاء القضية الفلسطينية. ارتبط نجاح المشروع منذ البداية بتوفر الاستقرار في فلسطين والأراضي المحتلة، وهذا لا يتحقق إلا باقتلاع المقاومة ، ففي الوقت الذي كان يجري التحضير لذلك جاءت عملية طوفان الأقصى لتثبت استحالة تنفيذ هذا الممر الذي عكفت علية الأمارات والهند و اسرائيل وامريكا والسعودية طويلاً. بعدها جاءت الحرب على غزة ، وهي الحرب التي أعتبرها البيت الأبيض فرصة تاريخية لجعل الخطط الأمريكية ممكنة من خلال مسح قطاع غزة وإنهاء قوة المقاومة وتحديدا حماس واقتلاعها فكريا ووجوديا من الجذور بتهجير كل سكان غزة ثم السيطرة الأمريكية عليها كأرض استثمارية بيضاء . لهذا يبذل البيت الأبيض جهد أكبر من حكومة الاحتلال لإنجاز التهجير رغم قناعة الوسط الاسرائيلي بعدم واقعية ذلك، فالاحتلال قد يتعايش مع وجود مقاومة مسلحة يخوض معها مواجهة موسعة أو محدودة ، الأمر مؤلم لكنه اعتيادي ووجودي لصاحب الأرض والمحتل ، أما الإدارة الأمريكية وخطط التنمية التحيةأماراتية السعودية الأخيرة، لا تقبل إلا باستقرار اسرائيل. الامارات استثمرت كثيراً في مشروع الممر الإقتصادي الهندي ، لهذا نجد الامارات لا ترى بديلا لخطة تهجير أبناء غزة كما كانت بعد طوفان الأقصى أول من أدان حماس عربيا وإسلاميا، وهذا ليس لأجل التطبيع، وإنما لأن الأمارات شريك استثماري للاحتلال الإسرائيلي . ترامب يرى غزة موقع عقاري مميز لا يمكن ان يتركه ،ويعتبر نفسة محظوظا لفشل إدارة بايدن في إنجاز هذه الصفقة ، التي ستكون من أهم المشاريع الاستثمارية الخاصة به،مؤكدا ألتزامه بشراء غزة وامتلاكها . وراء هذا التصعيد الخاص بالتهجير وجود مصلحة أمريكية إسرائيلية مشتركة في إنشاء مشروع الممر الاقتصادي الهندي الذي سيحاصر الصين وينافسها اضافة إلى تحول كيان الاحتلال إلى ملتقى إقتصادي دولي ناهيك عن طموح ترامب في ان تصبح غزة ضمن أملاكه العقارية . قبل أيام كان هناك تصريح لافت للرئيس الفرنسي قال فيه " مخططات ترامب بشأن غزة وغرينلاند أمثلة على حالة غموض استراتيجي شديد يعيشها العالم الآن. "..مضيفاً " تهجير الفلسطينين من غزة أمر بالغ الخطورة فالحل ليس حلا عقاريا بل يجب يكون سياسي " . راهن ترامب على سهوله لي ذراع مصر والأردن ودول المنطقة للقبول باستقبال الفلسطينين وتوطينهم ،وبهذا يكون قد أزال التحدي الجيوسياسي الذي يواجه الممر الاقتصادي الهندي وحقق في نفس الوقت أحلام الصهاينة ، وغزه طبعا هي مكافأة لترامب . ووسط هذا الترهيب والإفراط والنشوة السابقة لأوانها ، يبقى التصعيد الشعبي ودعم المقاومة هو الخيار الوحيد لكسر الخطط الأمريكية وتحجيم قدرات الكيان المحتل.. والسلام تحية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت