السبت 01/ رمضان/ 1446 - 01/03/2025 : ذمار نت
تحدث قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في المحاضرة الرمضانية الأولى عن التقوى باعتبارها من الأهداف الاساسية لفريضة الصيام. وقال قائد الثورة " في هذا الشهر المبارك، عادةً ما نبدأ حديثنا بالتركيز على أهمية التقوى؛ باعتبار ذلك من الأهداف الأساسية لفريضة الصيام في شهر رمضان المبارك " وأكد ان التقوى من أهم العناوين، التي أخذت مساحةً كبيرةً في القرآن الكريم، باعتبار أهميتها للإنسان نفسه ولأهمية التقوى، احتل هذا العنوان، كصفة أساسية بارزة لعباد الله المؤمنين، المرتبة الثانية بعد الإيمان وأشار الى كثير من الوعود الإلهية أتت في القرآن الكريم مبنيةً على أساس التقوى..الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هدانا في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"، إلى ما تتحقق لنا به التقوى، ما يقينا من المخاطر، من الشرور وقال قائد الثورة " التقوى هي تتمحور حول الالتزام بأوامر الله ونواهيه، والتقوى حالة نفسية تدفع الإنسان إلى الالتزام؛ لأنه يعي المسؤولية تجاه ما يعمل، يدرك أهمية الأعمال، وما يترتب عليها من نتائج" وأضاف " من أهم ما يساعد الإنسان على الاهتمام بالتقوى، والالتزام بالتقوى، هو: وعيه بأهمية الأعمال، وما يترتب عليها من نتائج، وإيمانه بوعد الله ووعده " وتابع قائد الثورة " يواجه المجتمع مشكلة في عدم التفاعل مع الأعمال ذات الأهمية الكبرى، مثل الجهاد في سبيل الله والأعمال التي تحقق الخير الكبير للإنسان " وأكد ان هناك تساهل خطير تجاه الأعمال السيئة، التي قد تترتب عليها نتائج وخيمة في الدنيا والآخرة، وهو ما يعود إلى نقص التقوى. وأشار إلى النقص الأساسي في واقع المسلمين اليوم هو في التقوى، رغم أن نعمة الإسلام تهيئ لنا الفرصة للسير على هدى الله. وذكر قائد الثورة ان الغفلة واتباع الأهواء والشهوات تؤدي إلى خلل في مسيرة الإنسان، سواء بسبب الانفعال أو المخاوف التي تؤثر على تقواه. وقال " القرآن الكريم يوجه الإنسان نحو وعي حقيقي بأهمية أعماله، وتصرفاته، ومسؤولياته في الحياة، مما يعزز التقوى ، والقرآن الكريم يركز على الوعد والوعيد، حيث يبرز الإنذار بالعواقب السيئة للأعمال السيئة، ويحفز على الأعمال الصالحة من خلال التبشير بالجزاء الحسن " وأضاف " ينبغي للإنسان أن يتدبر القرآن ويركز على الوعد والوعيد وما يحمله من هداية عظيمة, كل إنسان يجازى على أعماله، سواء بالثواب أو العقاب، وهذا من عدل الله وحكمته " وأكد السيد عبدالملك ان إدراك الجزاء يدفع الإنسان إلى الالتزام بالتقوى، فمصيره الأبدي مرتبط بعمله وسعيه في الحياة. وقال " يوم القيامة قريب، وكل نفس ستجزى على سعيها، ولن يُظلم أحد، بل سينال كل فرد جزاءه الأوفى ،والعمل الصالح ليس عبئًا، بل هو لصالح الإنسان نفسه، ويؤثر على حياته الدنيا ومستقبله الأبدي " وأوضح ان الجرأة في ارتكاب السيئات تعود إلى الغفلة أو ضعف الإيمان، والإنسان يتحمل نتائج أقواله وأفعاله. ولفت إلى ان الأعمال السيئة قد تنتج عن الشهوات، الغضب، أو المخاوف، مما يجعل الإنسان يسيء إلى نفسه دون وعي بعواقب أفعاله ، والجزاء الذي يناله الإنسان ليس عاديًا، بل يدل على أهمية مسؤوليته في الدنيا والآخرة. وقال قائد الثورة " الله وعد المؤمنين بالحياة الطيبة، العزة، النصر، والخير في الدنيا، مما يحقق لهم السعادة على المستوى الشخصي والاجتماعي ، والجزاء في الآخرة أعظم وأكمل، حيث ينال الإنسان التكريم المعنوي والنعيم المادي بأرقى المستويات " وتابع " الجنة واسعة، معدّة للمتقين، وفيها نعيم يفوق الخيال، بما عَبَّر عنه رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم": ((فِيْهَا مَا لَا عَينٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَت، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلبِ بَشْر)) أهل الجنة خالدون فيها للأبد، يعيشون في نعيم دائم بلا مرض، ولا هم، ولا غم، ولا أي منغصات " وبين إن الشر في الآخرة شرٌّ خالص، لا لحظة فيه من راحة أو انفراج، يبدأ من لحظة الحساب بهوله الشديد، مرورًا بالخزي والندم، ثم ينتهي بالمصير الأبدي في جهنم ، إنه عذاب نفسي وجسدي مستمر، حيث يُحشر الإنسان إلى النار ليعيش الاحتراق الدائم، يشرب الحميم والصديد، ويأكل الزقوم الذي يغلي في بطنه ، لا يوجد هناك أي تخفيف، ولو ليوم واحد، ليزداد الشعور باليأس والرهبة. إن المصير المخيف هذا يوضح بجلاء مدى أهمية المسؤولية التي يتحملها الإنسان في حياته الدنيا. وأكد إن الأعمال التي نقوم بها، سواء في الخير أو الشر، ليست مجرد تصرفات عابرة، بل هي التي تحدد مصيرنا الأبدي , فالله تعالى وعد المؤمنين الصالحين بجنات النعيم، وهي السعادة المطلقة التي لا تنتهي، وأكد أن هذا الوعد حقٌّ لا جدال فيه، في المقابل، أولئك الذين يرتكبون السيئات ستلاحقهم الحسرات، ويجدون أنفسهم في العذاب الأبدي. وذكر قائد الثورة من رحمة الله وكرمه أن جعل الجزاء على الأعمال الصالحة مضاعفًا، فالحسنة بعشر أمثالها، والإنفاق في سبيل الله يُضاعف إلى سبعمائة ضعف، أما الأعمال في رمضان فمضاعفتها أكبر. ومع هذا الجزاء العظيم، هناك "زيادة" من فضل الله، فهو يعطي المحسنين فوق ما يستحقون، مما يجعل العمل الصالح فرصة لا يجب أن تُفوّت. وأشار إلى يوم القيامة، تتجلى على وجوه المحسنين البشائر والفرح، فهم مطمئنون برحمة الله، بينما يُظلم وجه المسيئين، ويكسوه القتر والذلة، كأنما أُغشيت وجوههم بقطع من الليل المظلم، ليعكس ذلك ما يعتمل في نفوسهم من حسرة وألم وخوف لا ينتهي. وقال " في لحظة الموت، سيدرك الإنسان أهمية العمل، وسيصرخ طالبًا الرجوع ليصلح ما أفسده، لكن الأوان قد فات. الفرصة الوحيدة للحياة الأخروية السعيدة هي هذه الحياة الدنيا، فإن ضاعت، فلا عودة ولا تعويض " واضاف " مع تلاوة القرآن في هذا الشهر الكريم، علينا أن نتأمل ونتدبر وعد الله ووعيده، وأن نرسخ في أنفسنا قيمة التقوى والعمل الصالح، لأنه السبيل الوحيد للفوز الأبدي. رمضان ليس مجرد صيام، بل هو مدرسة تعلّمنا كيف نعيد تقييم أعمالنا، ونركز على بناء مستقبلنا الحقيقي في الآخرة "
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت