السبت 08/ رمضان/ 1446 - 08/03/2025 : ذمار نت
- (حَـنـِيـفًـا) اتِّجاهٍ للعبادة إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وانطلاقةٍ إيمانيةٍ باستمرار، وثبات، وإخلاص، ومحبة، وخضوع وخشوع لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، هذا هو روح الانطلاقة الإيمانية، المعبِّر عن حالة التسليم لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والاستجابة لأمره برغبة، والالتزام بتعليماته وتوجيهاته بانطلاقة جادّة وصادقة - لإنسان إذا انطلق انطلاقةً صحيحة، يكفيه في ما ينطلق فيه من الأعمال، أن يكون فيه مرضات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لأنه يحمل الحرص في نفسه على الاستجابة لله، على الطاعة، على الانقياد التام - {قَانـِتًا لِلَّهِ} هذا يلفت نظرنا إلى واقعنا نحن في انطلاقتنا الإيمانية، كيف نحرص، وكيف نسعى إلى أن تكون انطلاقتنا الإيمانية مبنية على الاستجابة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والطاعة بخضوع وخشوع، بمحبة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن نتخلص من العوائق في النفوس، التي تجعل الإنسان ينطلق انطلاقة متعثرة وهو مُكَبَّلٌ، ويخضع للتأثيرات السلبية التي تعيقه عن المبادرة، عن الاستجابة - الحالة بالنسبة للعناد لدى الإنسان هي حالة ليست إيجابية أبداً؛ ولـذلك يصف الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" الجبابرة بالعناد في القرآن الكريم: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} - {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} (عَنِيدٍ): لا يتقبل الحق، فالبعض من الناس- فعلاً- لديه هذه الحالة النفسية، أنه في انطلاقته الإيمانية، هو متعب جداً، لا يتحرك إلا بعناء، لا يتفهم إلا بعناء، لا يستجيب إلا بعناء، وقد يصرفه- بعد جهدٍ جهيد حتى ينطلق- قد يصرفه أبسط عائق، أو أي إشكال، أو أي استفزاز، ويؤثر عليه في مدى استجابته. - الاتِّجاه إذا كان بإخلاص تام لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، بمحبةٍ لله، بخشوعٍ لله، بخضوعٍ لله، الإنسان يتحرك فيه بمبادرة، باستجابةٍ تامة، بطاعةٍ تامة، بانقيادٍ تامٍ لأمر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وبرحابة صدر، وبرغبة، وهذه المسألة مهمةٌ جداً - البعض من الناس- فعلاً- حتى في طريق الجهاد في سبيل الله، لا يتَّجه هذا الاتِّجاه الذي يصف الله به عباده المؤمنين بأنهم حنفاء، بأنهم كما يصفهم: {وَالْقَانِتـِين}، في مواصفاتهم في (سورة آل عمران)، كما يصفهم أيضاً بأنهم مُخبتين إلى الله؛ وبالتالي منقادين، مستجيبين، لا يحتاج الأمر معهم إلى عناء، وعراقيل، وتعب، ولا يمكن للناس أن يُنْجِزوا خطوة عملية في مسيرتهم الإيمانية والجهادية، إلا بعناء شديد، إلا بتعب، إلا بحلحلت الكثير من العقد... وهكذا، هذا درسٌ مهمٌ جداً؛ لأنه يمثل الروح للانطلاقة الإيمانية، كيف تكون بهذا المستوى: انطلاقة سليمة من العوائق السلبية - في طريق الإيمان، الإنسان مع إيمانه له موقف، موقفٌ من الباطل، من الضلال، من الكفر من الشرك، ليست المسألة مع الشرك، مع الباطل، مع الكفر بالله، مع الانحراف عن نهج الله، مع الصد عن سبيل الله، أنَّها وجهات نظر يمكن التأقلم معها والتفهُّم لها، ثم ينظر الإنسان إلى الأمور في الحياة مثل نظرة البعض، وكأن المسألة وجهات نظر هنا وهنا وهنا، وجهة نظر عن الإيمان بالله، ثم وجهة نظر عن الكفر، والشرك، والفساد، والطغيان، والإجرام، والكفر، وسابر كله سابر، لا، ليست المسألة كذلك، لابدَّ أن يكون للإنسان موقفٌ. - {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} الله قدَّم لنا نبيه إبراهيم في القرآن الكريم على أنه رمزٌ للبراءة من أعداء الله، فعندما يحاول الأمريكي والإسرائيلي، ومن يدور في فلكهم من عملائهم الموالين لهم من العرب، أن يقدِّموه رمزاً للتطبيع والولاء لأعداء الله، فهذا إساءةٌ كبيرةٌ إليه، وتناقضٌ تامٌ مع الحقيقة التي أكَّد الله عليها في القرآن الكريم. - أسلوب التخويف هو أسلوب يعتمده أهل الباطل حتى لو قد اتضح باطلهم، يعني: هم يحاولون أن يكون وسيلة للضغط على الإنسان؛ للتراجع عن الحق. - يجب أن يكون الإنسان حذراً من الآراء الباطلة، والزخارف الزائفة، والخرافات التي باسم أنها من دين الله وليست من دين الله. - {قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ} هو هنا يلفت نظرهم إلى خطئهم الكبير في الجدال في الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ لأن مسألة ادِّعاء الربوبية لغير الله تعالى والألوهية، فيه إساءةٌ إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ لأن الله ليس له ندٌ ولا كفؤٌ، وهو "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" مُقَدَّس، مُعَظَّم، مُنَزَّه عن الند والشريك، لا يحتاج إلى معاون؛ لأنهم عندما نسبوا إلى الألوهية شركاء مع الله، يزعمون أنهم يعينون الله، وأنهم مشتركون معه في تدبير أمور الخلق، فهم بذلك يسيئون إلى الله تعالى، وهو "جَلَّ شَأنُهُ" الذي له الكمال المطلق والمنزَّه عن النِّد والشريك، ومُنَـزَّهٌ في عظمته وفي جلاله. - يعتبر التخويف من أكثر العوامل المؤثِّرة على الكثير من الناس - القضية الفلسطينية، والمظلومية الفلسطينية، مظلومية الشعب الفلسطيني، وهذا التخاذل في واقع الأمة، أكبر سببٍ فيه لدى الكثير، هو الخوف ،لم يتحركوا، لم يجرؤوا أن يكون لهم موقف؛ خوفاً من أمريكا، على مستوى الحكومات والأنظمة، وكذلك خوفاً من الحكومات والأنظمة على مستوى الكثير من الشعوب. - ما بحوزة إسرائيل من قدرات للقتل والبطش والجبروت؟ كذلك لا يساوي ساعة واحدة في نار جهنم، ولا لحظة واحدة في نار جهنم. - أنت عندما تخاف من عذاب الله، وتتَّجه لما يقيك من عذابه؛ فأنت أولاً ستأمن من عذابه، والله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هو قادرٌ أيضاً على أن يُؤمِّنك من ضُرِّ الآخرين
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت