الجمعة 20/ شوال/ 1446 - 18/04/2025 : ذمار نت
الكاتب المصري سامح عسكر يكتب - وكم من حرب شنها أعداء هذه البلد عليه وانتهت لصالح اليمني رغم فارق القوة . لا أعلم سبب تشفي وفرح البعض بشهداء اليمن الذين سقطوا على يد العدوان الأمريكي فجر اليوم عمال غلابة فقراء يعملون في ميناء مدني، لقوا مصير نفس شهداء غزة مجرم حربي دولي بعد فشله عسكريا ينتقم من هؤلاء الأبرياء قلت سابقا أن الطائفية كفيلة بنزع ما تبقى من إنسانية العالم ليس فقط المسلم أو المسيحي، هي طاقة عدوان وكراهية تخرج في مثل هذه الحالات بدون أفق، يعني لا يوجد مكسب حقيقي منها سوى الانتشاء والراحة لمقتل أبرياء وإزهاق أرواح يعلمون جيدا أنهم لا ذنب لهم في الحروب.. قبل 14 عاما وفي عز نشوة العرب والمصريين بدعم الثورة السورية من منطلق طائفي بعد نشر دعاية سوداء بأنها حرب ضرورية (ضد الشيعة) قلت أن العرب وسوريا على أبواب احتراب طائفي مدمر لن يقف على حدود سوريا، وبالفعل لم تمر سنوات إلا وانتقلت للعراق ثم اليمن وكانت على وشك الانتقال للبنان. حتى داعش سيناء ربحت من هذه الأجواء التي حصلت فيها على دعم عاطفي بفعل الجو المشحون طائفيا، ومن الناحية النفسية يتحصل العدوان الطائفي على بعد أيديولوجي سياسي هو الذي صنع داعشز قولوا لنا هل كنتم تتوقعون أن بديل الأسد هيكون (أوسخ منه)؟! كنتم تعيبون على الأسد فساده وأقاربه في السلطة، ثم وجدنا بديله المقبول ثوريا يفعل نفس الشئ، وكنتم تعيبون مذابح طائفية في عهده، حدثت بالحرف وبشكل أكثر وحشية خلال أيام في الساحل العلوي على يد من تسموهم ثوارا..! القيمة الثورية في التغيير مفقودة، والسر في عدم التمييز بين الطائفية والانحياز الديني والعمل الثوري، وقد أدى الخلط بينهما لما نراه من شيوع التطرف الديني وسهولة تكفير وقتل الناس على الرأي. يتكرر نفس الشئ في اليمن، حيث يتشفى في شهداءهم من تشفى في شهداء سوريا من قبل، سواء السني ضد الشيعي أو العكس، فالتعصب الطائفي أعمى لا يميز بين صديق وعدو، ولا يعرف لونا رماديا وسطا، أو رأيا موضوعيا يمكن وصفه بالرأي العلمي، لأنه لا علم إطلاقا في السلوك الطائفي، ولا مسحة عقل فيه على الإطلاق.. أعجب من مثقفين - أو من يسمونهم البعض هكذا- وهم يتشفون في أبرياء اليمن بدعوى أنهم شيعة زيدية، تخيل مثقف يتشفى في ضحية بريئة لمجرد دينه الذي اختاره بمحض إرادته..!! تذكرت عبارة المرحوم جلال عامر، دخلت 3 حروب لم أصب بأذى، دخلت ندوة ثقافية (عوّروني) ..! عمليا لا قيمة للرأي النظري سوى بعد اختباره عمليا، وللأسف أغلب مثقفينا يسقطون في اختبار العملي، ذلك لأن المنهج التعليمي منذ الصغر كان محصورا في التلقين والحفظ، والأولوية القصوى للنظري والتحريري، أما امتحان العملي (صفر) وبالتالي امتحان الضمير أيضا (صفر) أبشركم بأن بديل الشيعة في اليمن سوف يكون (أوسخ من الجولاني) فدواعش وإخوان اليمن يتأهبون للانقضاض على هذا البلد الجميل، مستفيدين من المذابح الأمريكية، وعلى وعد بغطاء جوي صهيوني أمريكي لمساعدتهم على طرد (أذناب إيران) مثلما تسموهم، وعبارة (أذناب إيران) هي شماعة طائفية حقيرة للتخلص من كل رأي معارض للسلفية والجماعات، فهم من اخترعوا هذا المصطلح، وهم من نشروه في عز حروب العراق وسوريا. حتى مصر لديهم متهمة أنها (عميلة لإيران) فقط لأنها انقلبت على من يصفوه (بالحُكم السني)..! ونظرة قصيرة فقط لمن لديه أدنى نظر، سيجد الإيرانيين الآن يتقربون للغرب، ويبحثون عن سلام شامل مع الخليج وأوروبا ، بينما اليمنيون لا زالوا يدعمون غزة وهم الذين يدفعون الثمن، ولو كان اليمني عميلا لإيران لأوقف عملياته ضد السفن الصهيونية فورا، وقدم مصلحته على مصلحة أخيه وشقيقه . اليمني مرتبط بفلسطين والعروبة أكثر من إيران، ومشكلته أنه وقع ضمن محيط طائفي أطلق عليه أحكام تصنيف دينية قبل التعايش معه، أو مخاولة ذلك على الأقل، وما دام البعض ينظر لليمن بهذه الصورة فلن يفهم ذلك البلد، ولن يحقق فيه مشروعه أو يربح فيه سياسيا وعسكريا، وكم من حرب شنها أعداء ذلك البلد عليه، وانتهت لصالح اليمني رغم فارق القوة، فقط لأن عدوهم لا يعرفهم، وهو أيضا لا يريد أن يعرفهم، فأبشر بصراع أطول وأعقد مما تظن.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت