الخميس 03/ ذو القعدة/ 1446 - 01/05/2025 : ذمار نت
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن المشروع القرآني أثبت فاعليته الكبيرة في تحصين من يتحرك على أساسه من الولاء لأمريكا ولإسرائيل ومن الانخداع بهم أو بمن يواليهم، ومن أكبر مكاسب هذا المشروع هو تعزيز الثقة بالله تعالى. وأشار قائد الثورة في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، إلى أن المشروع القرآني هو مشروع عظيم وناجح في شعاره في مقاطعته للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، في الثقافة القرآنية التي تعالج كل الاختلالات، وله مسار كبير ومؤثر في التعبئة وإثارة السخط ضد الأعداء وتحريك الناس عملياً في إطار واسع. وأوضح أن المشروع القرآني يرسخ الشعور بالمسؤولية والوعي بالواقع وبالعدو، كما أنه مشروع فعال في بناء الأمة وفي تطوير قدراتها. ولفت إلى أن النموذج القائم اليوم الذي يواجه ما يمتلكه الأمريكي وهو الذي قد وصل إلى ما وصل إليه من إمكانات وقدرات شاهد على ذلك.. مؤكدا أن المشروع القرآني يبني حالة الوعي لدى من يتحركون على أساسه فيتحركون بوعي. وقال" من يعي المشروع القرآني يعرف الأعداء ومخططاتهم فلا يستغفلونه ولا يخدعونه فهو محصنٌ من أن يتأثر بهم، ومن أهم ما في المشروع القرآني أنه يبني بناءً صلباً على أرضية صلبة ثابتة راسخة وليس مشروعاً هشاً ضعيفاً يمكن أن يتلاشى أمام أي تحدٍ". وذكر السيد القائد أن المسيرة القرآنية فيما واجهته من تحديات منذ بداية هذا المشروع وإلى اليوم يشهد على أنه مشروع عظيم وقوي.. مبينا أن المشروع القرآني ووُجِه بالسجون والاعتقالات وبمختلف الضغوط وفي مستويات متعددة. ولفت إلى أن الأمريكي حرك أدواته في اليمن ضد المشروع القرآني وفشلوا في الأخير، ومع كل ما قد مضى من حروب ومكائد ومؤامرات ضد المشروع القرآني إلا أنها تساقطت وتهاوت وفشلت وسقط الكثير ممن وقفوا بوجه هذا المشروع العظيم.. مؤكدا أن المشروع القرآني تحصين من الولاء للأعداء ومن طاعتهم ومن الانخداع لهم. وقال" الشعار عبر عن ثقافة وموقف، وعن مسار قرآني عملي لم يتغير أبداً، لا في مراحل التمكين ولا في مراحل صعوبات، ولم يتغير أبدا لا أمام التهديدات، ولا تجاه الإغراءات".. مؤكدا أن " هناك من يتغير في ظروف أو مراحل معينة وقد تحرك تحت عنوان حركات اسلامية، لكن موقفنا ثابت ببركة القرآن الكريم، والأحداث تكشف صوابية المشروع القرآني وأنه ليس مشروعاً عبثياً، بل يثبت الواقع الحاجة الملحة إليه". وأشار إلى أن شعبنا العزيز يتحرك على أساس هدى الله، ومن واقع انتمائه الإيماني التف حول المشروع القرآني على نحو واسع. الصرخة في وجهة المستكبرين: وأكد قائد الثورة أن الصرخة في وجه المستكبرين كانت البداية العملية للمشروع القرآني المبارك.. مشيرا إلى أن شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه بدأ بإعلان شعار البراءة في محاضرته القيمة. ولفت إلى أن شهيد القرآن أطلق الصرخة في وجه المستكبرين ضمن تحركه العملي في التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية. وقال" مع دخول الألفية الثالثة، اتجه اليهود الصهاينة في مرحلة جديدة من تنفيذ مخططهم الصهيوني التدميري العدواني ضد أمتنا الإسلامية".. مبينا أن الهجمة الأمريكية الإسرائيلية الغربية لم تكن مجرد ردة فعل على أحداث الـ11 من سبتمبر التي خططت لها الصهيونية لصناعة التبرير للهجمة. كما أكد السيد القائد أن المرحلة الراهنة بالغة الخطورة ضمن توجه الحركة الصهيونية اليهودية لاستهداف الأمة.. موضحا أن الحرب الصلبة أو الحرب الناعمة ليست مجرد ردود أفعال ولا حوادث وقتية عابرة بل في إطار استهداف شامل وهجمة مستمرة. وأفاد بأن المخطط الصهيوني اليهودي التدميري ضد أمتنا الإسلامية هو في خطين واتجاهين متوازيين: هجمة عسكرية صلبة، وهجمة بالحرب الناعمة. وأضاف" الأعداء اليهود الصهاينة وأذرعهم في أخطبوط الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وقوى الغرب المتصهينة معهم يدركون ما تمتلكه أمتنا الإسلامية من عوامل القوة المعنوية والمادية".. مبينا أن من المقومات الكبرى التي تؤهل الأمة لحماية نفسها وتمنحها المنعة في مواجهة أعدائها أن تكون هي الأمة التي تحمل إرث الأنبياء والرسل. ولفت إلى أن مسؤولية الأمة الإسلامية ورسالتها العالمية أن تقوم بدور عالمي في الدعوة إلى الخير والسعي لإقامة القسط وحماية المستضعفين وإرساء دعائم الحق.. مؤكدا أن هجمة الأعداء على الأمة الإسلامية هي هجمة تستهدفها في في دورها وفي رسالتها وهويتها وكذلك تستهدفها في ثرواتها وموقعها. وقال" الأطماع الكبيرة والشهية الأمريكية الإسرائيلية مفتوحة بجشع كبير جداً في أوطان شعوبنا وثرواتها وموقعها الجغرافي وبحقد شديد في نفس الوقت، ومما زاد من مخاطر الهجمة العدوانية الخطيرة جداً على أمتنا هي وضعية الأمة من الداخل بسبب الخلل الكبير في داخلها على مدى أجيال وقرون".. مشيرا إلى أن حجم الاختراق من جهة الأعداء للأمة في مراحل طويلة على مدى زمن طويل أوصل الأمة إلى حالة من التيه الرهيب. وأفاد قائد الثورة بأن الأعداء يعملون على أن تبقى هذه الأمة بكل ما تمتلكه من عناصر قوة وإمكانات مكبلة تجاه ما يفعلونه بل أكثر من ذلك، وتتحول إلى أداة طيعة لهم في تنفيذ مخططاتهم التدميرية.. موضحا أن حجم الاختراق للأمة من جهة الأعداء أوصلها إلى واقع الانحدار بالرغم مما تمتلكه من مقومات وعناصر القوة. وأضاف" أمتنا اتجهت لتأخذ بأسباب الضعف التي تزيدها وهنًا إضافة إلى شتاتها وفرقتها، فيما اليهود الصهاينة اتجهوا لاستهداف المقومات الهامة للأمة الكفيلة بأن تمنحها المناعة والعزة". وأكد أن " أمتنا ليست صغيرة، محدودة العدد، ضعيفة الإمكانات، محدودة الجغرافيا، يمكن للأعداء حسم المعركة معها بكل سهولة، أمتنا تغفل عن مقوماتها وإمكاناتها وعناصر القوة فيها، لكن الأعداء يدركون حقيقة ذلك". وذكر أن الأعداء حرصوا على نقطة جوهرية وأساسية، وهي احتواء ردة الفعل من قبل أمتنا، وعملوا على أن تبقى الأمة بكل ما تمتلكه من عناصر قوة وإمكانات مكبلة مجمدة تجاه ما يفعلونه بها.. مؤكدا أن الأسوأ أن تتحول الأمة إلى أداة طيعة مساعدة للأعداء في تنفيذ مخططاتهم التدميرية لها. وقال" لو لم يكن لأمتنا إلا الإسلام العظيم الذي يصلها بالله لتحظى بنصره، وفي الأثر العظيم على المستوى النفسي والعملي".. مبينا أن هدى الله يُكسب الأمة الوعي والبصيرة والنور والفهم والحكمة والرؤية الصحيحة في المواقف والأعمال.. مؤكدا أن "أمتنا تملك عناصر القوة التي تؤهلها لأن تكون في ريادة الأمم وليس فقط في مستوى أن تدفع عن نفسها الخطر". وأشار السيد القائد إلى أن من يتأمل حال المسلمين في هذه المرحلة مقابل ما يقوم به الأعداء سيجد الجمود والتجاهل بل التعاون من قبل البعض مع العدو.. مبينا أن البعض من أبناء أمتنا يتعاون مع الأعداء عسكريا وفي الحرب الناعمة المفسدة، والتعاون المادي وفي كل المجالات. وذكر أن حالة التعاون مع العدو غير طبيعية في واقع أمتنا، وليست منسجمة مع الفطرة الإنسانية.. مؤكدا أن كثير من الأمم في الأرض لن تقبل أن يكون واقعها كحال أمتنا تجاه أعدائها، وهذا معيب بحق أمتنا الإسلامية. وأكد أن ما يفعله أعداء المسلمين بالمسلمين ثم لا يكون لهم موقف جاد من ذلك فتلك حالة غير طبيعية ومعيبة ومخزية.. لافتا إلى أنه وبالرغم من ارتكاب الأمريكي أبشع الجرائم في العراق البعض ينسى ويتبنى مواقف مسيئة جدا إلى المقاومة الإسلامية في العراق، كما أن البعض في العراق يعتبرون المقاومة الإسلامية في العراق حالة غير إيجابية ولا مطلوبة وحالة زائدة على الوضع العراقي ويطالبون دائماً بإنهائها. وأضاف" في بقية البلاد العربية والإسلامية ينسى الناس ما فعله الأمريكي هناك ويتعامل معه الرسميون كما لو أنه لم يفعل أي شيء عدائي ضد الأمة".. مبينا أن ما يجري هذه الأيام في فلسطين يأتي في إطار تصعيد مرحلة بعد أخرى ثم لا يحفز الناس على التحرك الجاد. وأفاد السيد القائد بأن العدو احتوى ردة الفعل من جهة الأمة باستفادته من الخلل الكبير الذي في داخلها، ومن أسوأ مشاهد العجز للأمة مشهد التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وتابع" نحن في مواجهة عدو مضل مفسد عمل على تكبيل الأمة وإفقادها كل دوافع التحرك إلى درجة أن يتحكم العدو في مستوى مواقفها".. مؤكدا أن الأمريكي يضع السقف للأنظمة العربية حتى لا تتجاوز البيانات التي تكتب ثم لا تساوي الحبر الذي كتبت به. وقال" لو أن أمتنا الإسلامية في وضع طبيعي وفي حالة سليمة لكانت الهجمة اليهودية الصهيونية في قطاع غزة كافية لتتحرك تلقائياً". وجدد قائد الثورة التأكيد على أن البديل عن الموقف تجاه الهجمة الأمريكية الإسرائيلية المستمرة على هذه الأمة هو ترسيخ الهزيمة النفسية، وكلما أقدم العدو على خطوة عدوانية جديدة يقابلها البعض من أمتنا بترسيخ الهزيمة النفسية وزرع اليأس والتثبيط عن المواقف. وأوضح أن وضعية الأمة خطيرة جداً، وهي وضعية خزي وهوان، وسقف المخطط الصهيوني هو الاستباحة لأمتنا في كل شيء.. مشيرا إلى أن العدو يعمل على طمس الهوية الإسلامية للأمة لتتحول إلى نسخة مزورة تتأقلم مع كل ما يريده الأمريكي الإسرائيلي. وقال" العدو يسعى لأن تخشاه أمتنا أكثر من خشيتها لله وأن تطيعه فوق طاعتها لله، وهذه النسخة الأمريكية المزورة للإسلام".. مؤكدا أنه لا يوجد أي مبرر للقبول بوضعية الهوان لأمتنا، لأنها خسارة في الدنيا والآخرة، والوضع الراهن لأمتنا ليس الصورة النهائية المرسومة والمخطط لها من جهة الأعداء. وأكد السيد القائد أن المخطط الصهيوني تجاه أمتنا يأتي ضمن مسار تصاعدي للوصول إلى غاياته الكارثية والتدميرية، والبعض من أبناء أمتنا يرفضون أن ينظروا إلى مخطط العدو نظرة شاملة وموضوعية، ويصرون على التعامل معه كأحداث جزئية. وذكر أن الصورة النهائية التي يمكن أن نتصورها وفق المخطط الصهيوني هي السيطرة على مكة والمدينة ومساحة واسعة من البلاد العربية.. وقال" تمكن المخطط الصهيوني يفترض شرذمة الأمة وتدميرها وطمس هويتها الإسلامية". وأضاف" عندما نتأمل واقع الأمة ما قبل 20 عاماً نجد اليوم ضعفا كبيرا في تفاعل الشعوب مع القضية الفلسطينية، وضعف التفاعل الشعبي مع القضية الفلسطينية جرأ الأنظمة على أن تتخذ مواقف سلبية".. لافتا إلى أن العدو لا يهدف فقط إلى السيطرة الجغرافية على أمتنا، بل السيطرة على الأفكار والثقافات والولاءات والعداوات. وأكد أن العدو يعمل في خطين متوازيين، حرب صلبة عسكرية تدميرية، وحرب ناعمة مفسدة للتأثير على النفوس.. موضحا أن معظم الأنظمة ومكونات كثيرة في أوساط الشعوب توالي أمريكا علناً، وترتبط بها في إطار أنشطتها العدوانية ضد الأمة وأحرارها. وأشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى أن تحريم الموالاة للأعداء أتى بسبب آثاره المدمرة للأمة من الداخل. وجدد التأكيد أن العدو يواجه معضلة كبيرة في معركة غزة، فكيف سيكون واقعه لو خاض المعركة العسكرية داخل كل قطر من أمتنا.. لافتا إلى أن الطريق الأيسر لتفكيك هذه الأمة وتدميرها هو السيطرة عليها وتوظيفها كأذرع وأدوات بأيديهم. وأفاد بأن العدو يحول مئات الملايين من أبناء الأمة إلى أناس غير مستعدين لحمل البندقية لمواجهته ويجعلهم تلقائياً يضعون السلاح.. مبينا أن قتل الروح المعنوية والدوافع أسلوب خطير جداً لتجميد مئات الملايين من أبناء الأمة. وأوضح أن العدو يحرك فئات من هذه الأمة لتقاتل معه في تنفيذ مخططات تدميرية لتمزيقها من الداخل تحت عناوين مناطقية، مذهبية، وغير ذلك.. مؤكدا أن تحريك الأمة ضد بعضها يخدم الأمريكي والإسرائيلي ويخفف عليه الكثير. وتطرق قائد الثورة في بداية كلمته إلى الأوضاع المأساوية التي يعشها الشعب الفلسطيني وما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم في قطاع غزة.. مشيرا إلى استشهاد وجرح ما يقارب 1300 فلسطيني خلال هذا الأسبوع أكثرهم من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد الشهداء منذ استئناف العدو الإسرائيلي لعدوانه وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أكثر من ألفين و300 شهيد وبلغ عدد الجرحى ما يقارب ستة آلاف. وذكر أن العدو الإسرائيلي أباد أكثر من سبعة آلاف عائلة بالكامل من عوائل الشعب الفلسطيني وهذا ما يبين حجم هذا العدوان الإجرامي الذي ينطبق عليه وصف الإبادة الجماعية، وارتكب جريمة القتل الجماعي بحق أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني في نطاق جغرافي محدود، وقتل أكثر من 12400 امرأة وتقدر نسبة الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة بثلثي النسبة. ولفت إلى العدو في إطار سعيه لإنهاء الخدمة الطبية والصحية في قطاع غزة قتل أكثر من 1400 طبيب وكادر صحي. وفيما يتعلق بالحصار والتجويع، أكد قائد الثورة أن العدوّ الإسرائيلي مستمر في سياسته الإجرامية لشهرين متتالين، حيثُ يمنع دخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، في.. مشيرا إلى أن شبح المجاعة يهدد أكثر من اثنين مليون فلسطيني على مرأى ومسمع من المجتمع البشري. وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح قاتل والمشاهد المفجعة والمؤلمة والمحزنة لأطفال الشعب الفلسطيني وهم يتجمعون على القليل من بقايا الطعام هي مشاهد يجب أن تهز ضمير العالم. وأفاد بأن العدو الإسرائيلي مستمر في الضفة الغربية بكل أنواع الانتهاكات والاعتداءات من اختطاف وتدمير وتجريف وقتل وغير ذلك، وفي القدس، يستمر العدو الإسرائيلي في انتهاك حرمة المسجد الأقصى.. مشيرا إلى أن هناك اقتحامات مستمرة مع ما يمارسه اليهود الصهاينة عندما يدخلون إلى باحات المسجد الأقصى من تدنيس لها ومن رقصات وأغانٍ وأهازيج وعبارات عدائية. وحذر السيد القائد من خطورة مشروع مصعد حائط البراق الذي أعلن عنه العدوّ الإسرائيلي، معتبراً إياه خطوة خطيرة في مسار تصاعدي ضمن مساعي العدوّ إلى تهويد مدينة القدس والسيطرة التامة على المسجد الأقصى المبارك.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت