الثلاثاء 15/ ذو القعدة/ 1446 - 13/05/2025 : undefined
تقرير - عبد الباري عبد الرازق - ذمار نت. وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح اليوم الثلاثاء إلى العاصمة السعودية الرياض في مستهل جولة تستمر 4 أيام وتشمل قطر والإمارات وتؤكد التقارير أن الزيارة محملة بالصفقات ونهب التريليونات الخليجية ،باعتبار هذه الدول بالنسبة للإدارة الأمريكية ممولاً لا شريكا. الدبلوماسيّة شيء، والخُنوع لإملاءات زعيم السّماسرة وابتزازه شيءٌ آخَر. يقول الكاتب والمفكر العربي عبد الباري عطوان " ترامب يزور المِنطقة من أجل “نهب” أكبر كميّة مُمكنة من تريليوناتها لوقف انهيار بلاده الاقتصادي، وتخفيض دينها العام الذي يزيد عن 42 تريليون دولار، ومنطقة الخليج هي الوحيدة التي يُمكن أن تُحقّق له هذا الهدف وليس حُلفاؤه في أوروبا " ويضيف " إسرائيل تأخُذ ولا تُعطي المِليارات لأمريكا، مثلما تأخُذ القاذفات العملاقة، والتّكنولوجيا العسكريّة، والحماية والقذائف من فئة الألفيّ رطل الكفيلة بتدمير قطاع غزة، والضفّة، واليمن، وربّما طِهران وبيروت لاحقًا، ولهذا لم تتضمّن جولته الحاليّة التوقّف فيها تمويهًا " ويذكر عطوان أن الزّيارة يُمكن أنْ تكون “تاريخيّة” لو أنّ ترامب أصدر أمْرًا بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة فورًا، وهدّد باستخدام القوّة إذا رفض نتنياهو هذا الطّلب، تمامًا مثلما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور عام 1956 أثناء العُدوان الثّلاثي على مِصر، ولكنّنا كأُمّة نُدمن ترديد المُصطلحات الأمريكيّة، والمُبالغة في التّرحيب بالزّعماء الأمريكيين وزياراتهم. ويؤكد أن ترامب سيعود حتمًا إلى واشنطن مُحَمَّلًا بالتّريليونات والهدايا والعُقود لشَركاته، ونتنياهو سيعود إلى قطاع غزة بالغزو والاحتلال الشّامل، فور إقلاع الطّائرة الرئاسيّة الأمريكيّة عائدة إلى واشنطن، مُنطبقًا عليها المثل الذي يقول “طارت الطّيور بأرزاقها”، وبقيت حُروب الإبادة الإسرائيليّة على حالها، في غزة والضفّة واليمن ولبنان وسورية بدعمٍ أمريكيٍّ لا محدود. ويشير عبد الباري عطوان إلى أن الرئيس الأمريكي أدرك فشل تهديداته وعُنوانها الأبرز “الصّدمة والرّعب” في الصين وروسيا، مثلما أدرك فشلها في اليمن وإيران، ولهذا تراجع وهرع إلى مائدة المُفاوضات طلبًا لوقفِ حُروبه الحقيقيّة الحاليّة، والافتراضيّة. ويقول " الدبلوماسيّة شيء، والخُنوع لإملاءات زعيم السّماسرة وابتزازه شيءٌ آخَر، وليس صحيحًا أنّ العرب لا يستطيعون أنْ يقولوا “لا” لأمريكا، فالمملكة العربيّة السعوديّة قالتها كبيرة عندما أدارت ظهرها لواشنطن، وتوجّهت إلى الصين وروسيا، عندما دعت جو بايدن إلى الرياض وحشدت له كُلّ الزّعماء والقادة العرب في قمّةٍ استثنائيّة، ووقّعت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتّفاق “أوبك بلس” الذي حقّق أكبر إنجاز تاريخي اقتصادي يحفظ الثّروات النفطيّة والغازيّة وقيمتها الحقيقيّة، وأجبرت بايدن على التّراجع وزيارة الرياض زاحفًا وذليلًا. زيارة محملة بالصفقات والرسائل يؤكد الكاتب والباحث السياسي الدكتور وسيم بزي أن زيارة ترامب للسعودية جاءت محمّلة بالصفقات والرسائل المتمثلة بالتريليونات الخليجية مقابل الحماية الأمريكية. ويشير إلى أن الرياض تسعى لتثبيت ولاية العهد بدعم واشنطن.. مبينا أن رامب لا يرى في الخليج شريكًا بل مموّلًا، ويطالبهم بالانضباط ضمن رؤيته لإعادة رسم المنطقة. لو لا نحن لما صمدتم أسبوعين. ويرى صحفيون وناشطون أن زيارة ترامب للسعودية اليوم لم تكن مجرد زيارة ، بل تذكير صريح بفاتورة قديمة لم تُسدَّد وقد وصف ترامب هذه العلاقة بقولة " لو لا نحن، لما صمدتم أسبوعين " وكأن المملكة على نظام حماية شهري ..ورغم ذلك، هرول الإعلام، وابتسم الرسميون، واستُقبل كالبطل المُنقذ، وكأنه وليّ أمرهم العائد من غياب طويل " .. ؤكدين أن الفاتورة تُسلَّم في يد، وتُصفَّق لها بالأخرى. لا دور قيادي ولا مكانة عالمية. أبدى مراقبون استغرابهم وتعجبهم من استمرار الإعلام السعودي في استغفال عقول السعوديين وحديث قناة العربية على أن زيارة ترامب للسعودية دليل على ريادة المملكة السياسية ودورها العالمي، وكأننا لا نعيش في عصر المعلومة المفتوحة. ترامب نفسه صرّح علنًا أن زيارته الأولى للسعودية كانت مقابل 450 مليار دولار، ثم تحدث عن مكالمة مع الأمير محمد بن سلمان وعده فيها بـ600 مليار استثمار، فأجابه ترامب أنه سيطلب تريليونًا كاملًا، حينها سوف يجعل السعودية وجهته الخارجية الأولى. فلا دور قيادي، ولا ريادة ولا مكانة عالمية والحقيقة ببساطة، استثمارات ضخمة ترضي الرئيس الأمريكي وتفتح الأبواب أمام الشركات الأمريكية الكبرى، التي كثير من رؤسائها يرافقونه ضمن الوفد لحضور منتدى الاستثمار. والخلاصة أن ترامب لم يزر المملكة لثقلها الإقليمي والسياسي كما يدعون كذباً ، ولكنه يزورها لكي يأخذ منها الأموال والاستثمارات لكي يعود إلى بلده ويقول لشعبه وفرت لكم آلاف الوظائف وجلبت لكم استثمارات بألف مليار دولار
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت