الخميس 23/ ذو الحجة/ 1446 - 19/06/2025 : undefined
عبد الباري عبد الرازق - إيران التي بعثرت أحلام الصهاينة . الحرب لا تبدأ وتنتهي بصفارة حكم المبارة ولا تُقرأ نتائجها بالضربات الأولى الحرب على إيران ستكون من أكثر الحروب تعقيداً وصعوبة ومن يعتقد هزيمة إيران خلال أيام وأسابيع فهو جاهل للتاريخ والأحداث. صحيح إيران تلقت ضربة مميته بإغتيال العشرات من قادتها العسكريين والعلماء ووجود مئات الجواسيس، لكن لا بد أن نفهم أن هذا الاختراق هو محصلة ثلاثة عقود من العمل الاستخباراتي للموساد وإلى جانبة أقوى أربعة أجهزة مخابرات في العالم ضد هذا البلد. إيران تملك ترسانة كبيرة من الصواريخ المتطورة والنوعية الذي كشفت عن عدد منها في قصف كيان الاحتلال وأذهلت الجميع بقوة تأثيرها في تدمير الأهداف والمواقع والتحصينات ، كما أن الشعب الإيراني شعب عنيد ونظام الحكم عقائدي صلب لا ينحني للعواصف حتى لو ظهر أحيانا مترددا . القصف الجوي لا يسقط أنظمة مالم يكن هناك عمل بري، لهذا لا خوف على إيران من العدوان الصهيوني مهما تتوعد بإسقاط النظام وأنما القلق من الداخل الإيراني . والسؤال هنا.. هل لدى الموساد خلايا من القيادات العسكرية للإنقلاب على نظام الحكم وتحريك الشارع الإيراني مثلما كان لها خلايا لتصنيع وإطلاق الطيران المسير والاغتيالات وتحديد المواقع العسكرية؟. تمكن الأمن الإيراني خلال الأربعة الأيام الماضية من كشف عشرات الورش الخاصة بتصنيع الطيران المسير وضبط المئات من الجواسيس ، لكن هذا ليس كل شيء وهناك مهمة كبيرة أمام قوات الجيش والأمن الإيراني لتنفيذ ضربات استباقية لإفشال أي محاولات تستهدف الدولة. كما أن النظام بحاجه إلى تحويل التأييد الشعبي له إلى مشروع ناجح وطويل الأمد في مواجهة حرب استنزاف طويلة ضد أعداء إيران. فالكيان الصهيوني في مأزق والإدارة الأمريكية لن تتدخل إن لم يكن لها مصلحة مضاعفة وإن تدخلت فلن تكون النهاية بل بداية مرحلة لحرب طويلة ومعقدة تتوسع نيرانها إلى دول الخليج وبعض دول المنطقة. بكل غطرسة وتهور شن العدو الصهيوني عدوانة على إيران بسقف أهداف عالي وهو إسقاط النظام بدلا من تدمير المنشآت النووية ، وكانت الضربات الأولى لهذا العدوان قد شملت إغتيال 400 شخصية من قيادات الصف الأول والثاني للنظام من العسكريين ورجال السياسة والعلماء بهدف إيجاد فراغ في الدولة ونشر الفوضى في جميع أنحاء البلاد. طبعا العملية فشلت رغم أهمية القيادات التي تم أغتيالها إلا أن عددهم لم يتعدى أصابع اليد ، وقد حاول نتنياهو تجاوز هذا الفشل بظهورة منتشيا في اليوم الثاني من العدوان على أساس أنه نجح في تحقيق أهم ضربة ضد طهران خاصة مع صمت النظام الإيراني وعدم رده خلال اليومين الأول والثاني التي ظهر فيها رئيس الأركان الإسرائيلي هو الآخر مؤكداً أن الطريق إلى إيران قد تم تمهيده. وقد سألني وقتها أحد الزملاء عن وجهة نظري حول هذا التصريح. فقلت له : من الذي سيسلك هذا الطريق؟ الحريديم مثلاً وجنود الاحتياط أم عاهل الأردن وجهال زايد. يا عزيزي : إيران ليست دكان الحارة يمكن أن تسقط جدرانه بصطدام دراجة نارية .. إيران فقدت قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان ولا بد من أن تعيد ترتيب أوراقها وخططها للتصدي للعدوان. وفعلا نجحت إيران في امتصاص الصدمة والرد بفعالية وفقا لإستراتيجية واضحة الأهداف ساعدها في ذلك تماسك الجبهة الداخلية المبني على الإيمان الديني والوطني، وهذا أحد عوامل إفشال المخطط الصهيوني في كسر هذه الجبهة بالضربات الأولية ويجب أن تبقى كذلك متماسكة حتى النهاية أداء إيران في الحرب إلى الأن ممتاز فالصواريخ التي تقصف بها كيان الاحتلال لا تسقط عشوائيا بل أمهامها بنك أهداف ثمين وضعته طهران لإضعاف قدرات العدو الصهيوني العسكرية والاستخبارتية والأمنية. المهم تذكروا شيء واحد أن إيران حقيقة تاريخية وحضارة ضاربة في عمق التاريخ وقد تخسر الحرب لكنها لا تزول. وأن الكيان الصهيوني محتل جاء من خارج هذه الأرض والتاريخ وإذا خسر الحرب زال وانتهى حتى قيام الساعة.. والسلام تحية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت