الجمعة - 24/05/2024 : ذمار نت
تكون الوحدة اليمنية التي تم إعادة تحقيقها في 22 مايو عام 1990م قد أكملت عامها الرابع والثلاثون وأثبت اليمنيون من خلال دفاعهم وتمسكهم بوحدتهم الوطنية والمحافظة عليها رغم ما واجهته ولا تزال تواجهه من تآمرات داخلية وخارجية
بهدف انفصام عراها بالإضافة إلى مواجهة عدوان أقوى دول العالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً أنهم رجال قادرون على أن ينتقلوا بالوحدة من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس المتمثل في بناء الدولة القوية الحديثة وترسيخ النظام والقانون ومحاسبة الفاسدين أياً كانوا في السلطة أوفي المعارضة أو من أصحاب الجاه والنفوذ، فالكل أمام القانون سواسية ولا يجوز محاباة أو مجاملة أحد على حساب مصلحة الوطن اليمني العليا وهذا التوجه يشكل الهدف الرئيسي لثورة 21 سبتمبر الشعبية وقائدها الشجاع السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي كونها جاءت أصلا مصححة لكل الاعوجاجات السابقة بما يؤكد إن وحدة اليمن هي وحدة وطن وشعب وليست وحدة بين قيادتين أو نظامين حاولا الانحراف بها عن إرادة الشعب الوطنية واستغلاها للمتاجرة خدمة لمصالحهما الخاصة وقد أشار إلى ذلك بصراحته المعهودة الرئيس علي ناصر محمد في الحوار الذي أجرته معه صحيفة "26سبتمبر" ونشر مؤخرا حيث قال إن النظامين في عدن وصنعاء هربا إلى الوحدة عام 1990م وهربا من الوحدة عام 1994م وأن العليين اللذين وقعا على اتفاقية الوحدة كان لهما مشروعهما الخاص الذي جر الوبال على اليمن ووحدته مشيرا إلى أن اليمن واحد عبر التاريخ وأنه سيخرج منتصرا من الصراعات والانقسامات.
لقد تخطت الوحدة اليمنية بنجاح مسيرة الصعاب والعقبات وواجهت التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدها في الداخل والخارج وستظل تلك الشمعة المضيئة الوحيدة في سماء الأمة العربية حتى تأتي شمعة أخرى تنافسها كاتحاد دولتين عربيتين أو أكثر وهذا أمر مستبعد على الأقل في الوقت الراهن لأننا عندما ننظر إلى الوضع العربي وكيف حاله اليوم خاصة بعد ما عرت أحداث غزة هاشم الأنظمة العربية وكشفت حقيقتها لا نجد إلا أنه يسير من سيء الى أسوأ، وهو الأمر الذي جعل المواطن العربي يفقد ثقته في الحكام العرب بشكل عام ويكاد اليأس يقضي على كل أمل يخالجه بأن تتغير الأمور ويعود العرب إلى سيرتهم الأولى متربعين على عرش الزعامة العالمية حينما كانوا يحكمون العالم من شرقه إلى غربه والدول الأوروبية التي استفادت حينها من حضارته كانت تغط في نوم عميق وتعيش ظلام القرون الوسطى التي كانت تتحكم فيها الكنيسة، ولكن عندما وعت شعوبها لمصلحتها انتفضت وأخذت من العلوم والمعارف العربية ما أعانها على الدفع بمسيرة انطلاقتها وتحديد مسارات مختلفة لنفسها أوصلتها إلى ماهي عليه اليوم من حضارة وتقدم وأصبحوا يتعاملون مع مواطنيهم بتعاليم روح الإسلام وهم غير مسلمين بينما نحن المسلمين نصلب جسد الإسلام ونتفرج عليه ويقتل بعضنا البعض الآخر، لقد طبقت الشعوب الأوروبية على أوضاعها مضمون الآية الكريمة (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) وبذلك استطاعت أن تخلق أنظمة مستقرة تتنافس على التداول السلمي للسلطة ومن يفوز في الانتخابات يعمل قبل كل شيء على توفير الأمن والاستقرار المعيشي لشعبه ولا يتم التنافس بينه وبين خصومه السياسيين إلا على مصلحة الشعب أولاً، وعندما يدرك أنه عاجز عن تحقيقها أو يشعر بالقصور في إدارته لواجب المسؤولية التي تحملها من خلال صندوق الاقتراع فإنه يسارع إلى تقديم استقالته متيحاً الفرصة لمن هو أكفأ منه أياً كان توجهه الفكري والسياسي، وذلك بعكس ما يحصل في عالمنا العربي الذي تسارع فيه الأطراف السياسية المتنافسة إلى إطلاق الاتهامات على عواهنها بتزوير الانتخابات تمهيداً لعدم القبول بنتائجها وعملية الانتخابات لم تبدأ بعد.
إذاً فمشكلتنا في العالم العربي ليست مشكلة تتعلق بالموارد وعدم وجود الكفاءات التي تحكم وإنما المشكلة الأساسية تتعلق بحب التسلط والسيطرة فأي طرف يصل إلى السلطة بأية طريقة كانت ديمقراطية أو عبر انقلاب عسكري من الصعب عليه أن يفكر بمغادرة السلطة حتى لو ضحى بشعبه كاملاً ليبقى هو وحده ومستعداً لأن يسخر كل موارد شعبه وجيشه ونظامه للدفاع عن الكرسي الذي يحتله بدلاً من أن يعمل على تحقيق مصالح الشعب ويؤسس لنظام إداري جيد يمكن على أساسه بناء دولة المؤسسات كما هو حاصل في الدول المتقدمة، ومن هذا المنطلق أو المفهوم عند الحكام العرب فإنه من الصعب على أي مواطن عربي تخيل أن تتحد دولتان عربيتان حتى لو في شكل تنسيق المواقف ولذلك ستظل الوحدة اليمنية التي تخطت عامها الرابع والثلاثون هي الشمعة المضيئة في سماء الأمة العربية كما اشرنا آنفاً وستفرض بعدها الإقليمي والقومي والدولي على كل الأقطار العربية رغم ما يحاك ضدها من مؤامرات واحتلال للمحافظات الجنوبية بحيث تشكل أنموذجاً يحتذى به لاسيما بعد أن يخرج اليمن
من وضعه الحالي المعقد منتصرا بإذن الله تعالى ويكون قائدا للمنطقة وهذا ما ستثبته الأيام خلال الفترة القادمة لاسيما بعد موقفه المشرف إزاء القضية الفلسطينية ودخول رجاله الأشاوس في القوات المسلحة في مواجهة مباشرة مع ثلاثي الشر العالمي المتمثل في أم الإرهاب أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، يحدث كل هذا في ظل عدوان غاشم عليه وتحت أزيز قصف الطائرات وحصار خانق من البر والبحر والجو ولكن لأن الشعب اليمني شعب جبار ومتوكل على الله ومشهود له من النبي محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بالإيمان والحكمة وبعد امتلاكه لقيادة ثورية حكيمة وشجاعة فانه أصبح يخرج منتصرا في كل خطوة يخطوها إلى الأمام كما هو حاله اليوم حيث أستطاع أن يغير معادلة إستراتيجية الحروب ويذهل أكاديميات العالم العسكرية ويشهد له بذلك أعداؤه قبل أصدقاؤه.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت