الأربعاء 11/ محرم/ 1446 - 17/07/2024 : ذمار نت
كشف مصدر سياسي أردني رفيع المستوى النقاب عن ضغوط كبيرة تمارسها حاليا الادارة الامريكية على عدة دول عربية من بينها الاردن لتغيير موقفها من ملف إرسال قوات عربية لحفظ الامن في قطاع غزة بعد وقف العدوان والقتال العسكري. ويبدو ان رسائل من الخارجية الأمريكية مكتوبة وصلت للمرة الثانية في غضون شهرين لخمسة دول عربية تشير الى تعيين خلية ازمة تتبع الخارجية وتسعى لعقد اجتماع تنسيقي وتشاوري له علاقة بتشكيل قوة عسكرية امنية تتولى حماية الوضع الداخلي في غزة بالمرحلة المقبلة على ان يتم ذلك في اقرب فرصة ممكنة. واستنادا الى مصادر مطلعة جدا على التفاصيل حددت مذكرة الخارجية الأمريكية مهام تلك القوة المختارة بالحفاظ على الامن الداخلي والاشراف على المعابر وحماية قوافل الاغاثة والمساعدات بعد وقف القتال واطلاق النار. وشملت المذكرة الجديدة نصا مباشرا يتحدث عن تشكيل مهمة عمل أمنية وظيفتها حماية ادارة جديدة وخاصة لقطاع غزة تكنوقراطية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية واعتبرت المذكرة ان هذه الخطوة ضرورية جدا لضمان تدفق الاغاثة والمساعدات الى القطاع المنكوب مع التذكير بترتيبات ترسل حاليا بالتوافق مع المصريين لحسم الخلاف المصري الاسرائيلي بخصوص ادارة معبر رفح تحديدا. وتتحدث المذكرة الأمريكية ايضا عن ما أسمته باستحالة البدء بمشاريع إعادة إعمار غزة وتحويل أموال لهذا الغرض بدون تشكيل حكومة انتقالية لا علاقة لها بالفصائل الفلسطينية وادارة بعيدة تماما عن حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وقال وزير الخارجية ايمن الصفدي بان بلاده لم ترسل اي قوات الى قطاع غزة وان حكومته لن تشارك بعملية تنظيف لمخلفات بنيامين نتنياهو في غزة. لكن المصادر المطلعة تشير الى ان مشاورات تجري في السياق وضغوطا تمارس على 5 دول عربية بالرغم من تصريحات الرئيس الصفدي التي يقدر خبراء ان الهدف منها الضغط اكثر على اليمين الاسرائيلي. المصدر المأذون ابلغ “رأي اليوم” بان الخارجية الامريكية ترفض الاستسلام بهذا السياق وارسلت مذكرتين بخصوص بدء تنسيق اجتماعات وورشة عمل لصياغة وثيقة توقع عليها الدول الخمسة وتبدأ بتجميع القوات ثم توزيعها بعد تحديد مهامها على ان الجانب الامريكي يعتبر هذا الامر جزء اساسي ليس من انقاذ الوضع الانساني في غزة بل من خطة عمل واستجابة مقررة ومدعومة تحاول الاجابة على سؤال اليوم التالي في غزة. الجديد فيما يرشح عن الأمريكيين حصرا هنا هو مقايضة ابتزازية دبلوماسية تضغط على الدول العربية الخمسة مضمونها ان عدم تشكيل قوة خماسية امنيا بديله دعم امريكي لخطة مكتوبة ايضا تقدم بها بنيامين نتنياهو خلف الستائر ويتحدث فيها عن احتياج امني اسرائيلي للإشراف العسكري على غزة وليس لاحتلالها لفترة تمتد ما بين 3- 5 سنوات. وسمى نتنياهو خطته هذه بما اسماه “الفترة اللازمة لتغيير الواقع في غزة” ولأسباب امنية وبدون التورط بتسمية الاحتلال العسكري فيما بدأت الخارجية الامريكية تضغط على كل من الاردن ومصر والسعودية والامارات والمغرب تحديدا على اساس المقايضة التي تؤكد بان الطريقة الوحيدة لإبعاد خطة نتنياهو مباشرة بعد انجاز صفقة وقف اطلاق النار هي حصرا خطة تشكيل قوة امنية عسكرية عربية خماسية في جانب أخر يطل مشروع كوشنر والأردن عشية “سيناريو الإحتكاك”.. المعشر بـ”العربي الفصيح”: “بدنا نتجهز ترامب جاي”.. “لم يقابل “جلالة الملك” إلا مرة واحدة وصفقة القرن معناها الرسمي “حل القضية على حساب الأردن” بعد ضم الأغوار وقتل “الدولتين” إعتبر وزير البلاط الاردني الأسبق الدكتور مروان المعشر ان العودة المرجحة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وفوزه بانتخابات الرئاسة تعني عمليا وضمنيا عودة صفقة القرن كما تعني ضرورة الانتباه الى ان صفقة القرن واضحة الملامح وفكرتها النهائية القضاء على حل الدولتين وبالنتيجة حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن. وتحدث المعشر في شريط متلفز ضمن ندوة خاصة أمس الاول عن ضرورة الانتباه جيدا للمصالح الاردنية الاساسية اذا ما حسم الرئيس ترامب معركة الانتخابات لصالحه مع تقديره الشخصي كخبير بالشؤون الامريكية بان ترامب هو رئيس الولايات المتحدة الجديد واشار المعشر الى ان الرئيس بايدن لا يمكنه الفوز بالانتخابات اذا بقيت الولايات الستة المتأرجحة على وضعها الحالي. وتقدم المعشر والذي يعتبر أبرز خبير اردني بالملف الأمريكي لوجهة نظر اسماها تحليلية قائلا: باختصار في الاردن بدنا نحضر حالنا انه ترامب جاي”. وقال بان الجميع يعرف موقف ترامب من الاردن والقضية الفلسطينية والاخير خلال 3 سنوات من فترته الرئاسية الاولى لم يقابل جلالة الملك بل قابله مرة واحدة في السنة الاولى فقط. وموقف ترامب من القضية الفلسطينية واضح تماما برأي المعشر ويطلق عليه اسم صفقة القرن وهي تعني بكل بساطة رسميا ان 30 % من أرض الضفة الغربية لإسرائيل فورا وبدون مفاوضات وتشمل تلك المساحة الأغوار والقدس والمستوطنات ويتبقى 70 % قابلة للتفاوض والانسحاب الاسرائيلي منها يرجع لموافقة إسرائيل. وتقدير المعشر ان ذلك التفسير الرسمي لصفقة القرن معناه بالعربي الفصيح قتل حل الدولتين وحل القضية الفلسطينية على حساب الاردن. وكان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قد نشر تغريدة مؤخرا عبر فيها عن غضبه من المحاولة لشنيعة لاغتيال المرشح الأمريكي الرئاسي دونالد ترامب. ويبدو سياسيا ان مستوى مخاوف الاردن تحديدا من عودة شبح صفقة القرن وتحديدا “جاريد كوشنر وأفكاره” ارتفع مؤخرا كما لم يحصل من قبل بعد واقعة محاولة اغتيال ترامب. لكن الدكتور المعشر قد يكون السياسي الوحيد الذي تحدث علنا في محاضرة له بهذا الملف خلال الايام القليلة الماضية ومحللا ومفسر المخاوف وطبيعتها.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت