الخميس 06/ صفر/ 1447 - 31/07/2025 : ذمار نت
وجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحذيرَا لكل من تسوّل له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي من أدوات الخيانة والغدر والإجرام.. مؤكدًا أن موقف الشعب سيكون حازمًا وحاسمًا مع تلك أدوات.
وقال السيد القائد في كلمته اليوم حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية "على أدوات العدو الإسرائيلي أن يدركوا بأن الوضع في هذا البلد هو بهذا المستوى من العظمة والتماسك والوعي الشعبي الواسع والثبات العظيم، موقف صُلب يستند إلى هذا الوعي والإيمان والحضور".
واعتبر الاستعداد والتفاعل الشعبي الواسع والحضور، يؤكد ثبات الموقف والحركة في التعبئة العسكرية والجهوزية الكبيرة التي هي ذات أهمية كبيرة جداً لمواجهة مؤامرات الأعداء على بلدنا ومساعيهم لإيقافه عن موقفه العظيم، سواء كانت مؤامرات عبر أذرع أو أدوات الخيانة في الأمة التي تناصر العدو الصهيوني وتقف معه، أو بشكل مشترك مع الأمريكي والإسرائيلي.
وعرّج على الجبهة اليمنية الفاعلة في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".. مؤكدًا أن العمليات اليمنية الإسنادية مستمرة ونفذنا هذا الأسبوع عمليات بـ10 صواريخ وطائرات مسيرة، منها استهداف مطار اللد.
وأشار قائد الثورة إلى أن هذا الأسبوع، تم الإعلان عن المرحلة الرابعة التي تعني الاستهداف لسفن أي شركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وتنقل له البضائع طالما تمكنت القوات المسلحة من أن تطالها بالاستهداف.. معتبرًا الإعلان عن المرحلة الرابعة خطوة ضرورية نتيجة الوضع الذي وصل إليه قطاع غزة.
وأوضح أن المسؤولين الصهاينة يعترفون بالهزيمة في إجبارهم على إغلاق ميناء "أم الرشراش"، وكذلك وسائل الإعلام الغربية.. مشيرًا إلى النشاط الواسع والقيّم لعلماء اليمن في عقد الاجتماعات واللقاءات، متمنيًا لكل البلدان العربية والإسلامية الاستفادة من هذا النموذج.
وبين أن مسيرة جامعة صنعاء التي تخرج لمناصرة الشعب الفلسطيني هو شرف لها.. متسائلًا "لماذا لا تتحرك الجامعات في مختلف العواصم العربية؟، لماذا لا يكون لهذه الفئة من المجتمع من أكاديميين ومعلمين حضور في الواقع العربي والإسلامي؟".
وقال "من الشرف الكبير لجامعة صنعاء أن تقوم بالواجب والدور وتقدم الأنموذج للآخرين، بل تطلب من الآخرين وتحرضهم على التحرك واستشعار مسؤوليتهم، ويفترض أن تكون القضية الفلسطينية ضمن النشاط التعليمي والتوعوي".
واستهل السيد القائد كلمته بالحديث عن الجرائم التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني في غزة.. مبينًا أن العنوان الأول لمظلومية ومأساة الشعب الفلسطيني في القطاع هم الأطفال.
وأوضح أن الأطفال في مظلوميتهم الرهيبة جداً، يكشفون حجم الخذلان الكبير على المستوى العالمي وعلى المستوى الإسلامي.. وقال "مائة ألف طفل في قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعاً بينهم 40 ألف طفل رضيع يعانون من انعدام الحليب".
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يستهدف الأطفال الرضع بكل أشكال الاستهداف وهم جزء من أهدافه العملياتية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. مبينًا أن شهداء التجويع يرتقون يوميا والواقع أصعب بكثير مما تحصيه الأرقام.
وتطرق إلى مستوى التوحش والإجرام الصهيوني اليهودي الذي بلغ حد استهداف النساء أثناء الولادة.. مؤكدًا أن المأساة والمظلومية للشعب الفلسطيني شاملة بالمجاعة والاستهداف والتهجير القسري والحشر لهم في مناطق ضيقة مكتظة.
وأضاف "العدو الإسرائيلي يحشر مئات الآلاف في مساحة تقدر بـ12 بالمائة من مساحة القطاع، ويستهدف المناطق التي يسميها بالآمنة بالتجويع والاستهداف بالقصف، ومعاناة النساء عنوان بارز ضمن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة".
واعتبر قائد الثورة، الصهيونية نتاج التوحش الإجرامي العدواني السيء جداً.. مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي استهدف في هذا الأسبوع الذي أعلن فيه هدنة إنسانية أكثر من أربعة آلاف فلسطيني معظمهم نساء وأطفال.
وتابع "كثير ممن استهدفهم العدو الإسرائيلي بالتزامن مع إعلانه للهدنة هم من طالبي الغذاء ومن الساعين للحصول على الغذاء لسد جوعهم وجوع أطفالهم ونسائهم".. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي من خلال مصائد الموت في هندسته للجوع وأساليبه العدائية المتوحشة، يستهدفهم ويقتل منهم باستمرار في كل يوم.
وذكر بأن العدو الإسرائيلي يخادع العالم والرأي العالمي بعد ضجة عالمية تجاه مستوى التجويع والظلم الرهيب.. معتبرًا مشاهد الأطفال في هياكلهم العظمية للناس، للكبار، للصغار، مشاهد رهيبة جداً ومخزية للمجتمع البشري في هذا العصر.
وأردف قائلًا "مشاهد الأطفال مخزية للمجتمع الغربي الذي يقدم نفسه على أنه يقود الإنسانية ويقود المجتمع البشري تحت راية الحضارة والقيم الليبرالية".. موضحًا أن إنزال المساعدات جوا خدعة جديدة للعدو الإسرائيلي معظمها ذهب إلى ما يسميها العدو بالمناطق الحمراء، يُقتل الفلسطينيون بمجرد الذهاب إليها.
وأوضح أن "إنزال المساعدات جوا قد تكون سائغة كطريقة في بعض المناطق من العالم التي لا يتهيأ فيها إيصال المواد الغذائية إلى الناس".. مؤكدًا ألا مبرر لإنزال المساعدات جوا والهدف منها الخداع من جهة واللعب بكرامة وحياة الناس في قطاع غزة من جهة أخرى.
واستطرد "من المتاح جداً في قطاع غزة إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية برا وتوزيعها من العاملين في الأمم المتحدة".. مؤكدًا أن العائق الوحيد في وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة هو العدو الإسرائيلي، الذي يمنع أي عملية تنظيم لتوزيع المساعدات التي قد تصل إلى القطاع.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن العدو يريد أن تحكم الفوضى واقع قطاع غزة وأن يكون هناك اقتتال وتنازع على الشيء اليسير جداً جداً من المساعدات، ولا ينبغي أن ينخدع أحد أبداً بإعلان العدو الإسرائيلي الهدنة الإنسانية ولا بخدعة إنزال المساعدات جوًا.
وبين أن إرسال مجموعة من اليهود الصهاينة لإقامة حفلة شواء قرب حدود غزة، يعبر عن مستوى التوحش والتلذذ بمعاناة الشعب الفلسطيني واستفزاز للعرب والمسلمين بشكل عام.. مؤكدًا أن من صور الوحشية الإسرائيلية إتلاف جنود العدو كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة.
وقال "قبل الحرب على المساعدات كان العدو الإسرائيلي قد دمر كل مقومات الحياة في قطاع غزة، وعمل بكل الوسائل على إنهاء الزراعة في قطاع غزة حتى لا ينتج الشعب الفلسطيني أي مواد غذائية ويريد أن يستكمل كل قطاع غزة بالتدمير والنسف للمباني والأحياء والمدن وإنهاء كل مقومات الحياة هناك".
وأفاد السيد القائد بأن الإجرام الصهيوني ومأساة الشعب الفلسطيني لم تعد خافية على أحد في العالم، ومشاهدها تنشر في كل وسائل الإعلام، والانتقادات للعدو الإسرائيلي تصدر من معظم البلدان في شرق الأرض وغربها.
وأضاف "صوت الضمير الإنساني للناشطين الأحرار في بعض البلدان يقمع بعنف وشدة كما يحصل في ألمانيا وبعض بلدان أوروبا كما يحصل في أمريكا".. مؤكدًا أن حجم الإجرام الصهيوني لم يعد يليق بأحد أن يسكت عنه على مستوى الانتقاد، التصريحات، البيانات، الإدانات، لكن ذلك لا يكفي.
وشدد على ضرورة اتخاذ مواقف وإجراءات عملية، خاصة والعدو الإسرائيلي يتكئ تماماً بظهره إلى الأمريكي ثم لا يبالي بما يصدر في كل العالم من أصوات.. لافتًا إلى ضرورة النظرة إلى العدو الإسرائيلي بعين الحقيقة كمجرمين متوحشين سيئين.
وتطرق قائد الثورة إلى محاولة العدو الإسرائيلي أن ينشط في حرب دعائية لتجميل وجهه القبيح والإجرامي البشع للغاية، لكنه فاشل.. مؤكدًا أن كثير من البلدان وبالذات غير الإسلامية يعتبرون أن المعني الأول في أن يتصدر الساحة هم المسلمون وفي الوسط الإسلامي العرب.
وقال "بعض البلدان قد يعتبر نفسه أنه ليس معنياً لأن يكون عربياً أكثر من العرب، وأن يكون مهتماً بقضايا المسلمين أكثر من المسلمين أنفسهم".. مبينًا أن أمة الملياري مسلم تمتلك كل القدرات المادية والمعنوية لأن يكون لها مواقف قوية.
وأكد أن حالات الوقوف الصادق مع الشعب الفلسطيني استثناء ومحدودة لكن الحالة العامة هي الخذلان، وفي المقدمة العرب، والموقف الشعبي العربي متأثر بالموقف الرسمي وفي معظم البلدان هناك قرار رسمي بتجميد أي موقف شعبي.
وأوضح أن التخاذل العربي أسهم بلا شك في حجم ومستوى ما وصل إليه الطغيان والظلم والإجرام اليهودي الصهيوني على الشعب الفلسطيني.. معبرًا عن الأسف في أن الطائرات الإسرائيلية التي تلقي قنابل أمريكية على الفلسطينيين، تتحرك بالوقود من النفط العربي.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الطائرات الإسرائيلية تتحرك بنفط العرب والدبابات الإسرائيلية تتحرك لاجتياح وقتل أبناء غزة بالنفط العربي، وأمريكا قدمّت 22 مليار دولار في العدوان على قطاع غزة من التريليونات العربية.
واعتبر حالة جمود الشعوب في البلدان العربية ناتجة عن قرار رسمي، وهناك أنظمة وحكومات عربية تمنع شعبها رسمياً من أي تحرك مناصر أو متضامن مع الشعب الفلسطيني.. مشيرًا إلى أن النشاط الشعبي على مستوى المظاهرات والمسيرات محظور في مناطق عربية بقرار رسمي حينما يكون لمناصرة الشعب الفلسطيني.
وقال "بعض الأنظمة العربية تحت ما يسمونه بالتطبيع فتحت أجواءها ومطاراتها لصالح العدو الإسرائيلي، وأجواء النظام السعودي ومطاراته مفتوحة بشكل مستمر للعدو الإسرائيلي ولم يتوقف هذا المستوى من التعاون لخدمة العدو"..
مؤكدا أن السعودية وأنظمة عربية أخرى أجواؤها ومطاراتها مفتوحة للعدو الإسرائيلي وكذلك التعاون الاقتصادي مستمر، ومع الأسف يتم تجويع حتى الأطفال الرضع في قطاع غزة وتذهب من بلدان عربية وإسلامية شحنات ضخمة بمئات الآلاف من الأطنان للعدو الإسرائيلي.
ولفت السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي يزيد من طغيانه وظلمه في قطاع غزة بينما أنظمة عربية وإسلامية زادت نسبة تعاونها التجاري مع العدو، وتسعى أنظمة عربية وإسلامية لتعويض ما ينقص على العدو نتيجة الحصار في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.
وعبر عن الأسف لتنصيف أنظمة عربية المجاهدين في قطاع غزة بالإرهاب دون ذنب سوى أنهم يدافعون عن شعبهم وكرامتهم ومقدساتهم.. مؤكدًا أن إلغاء تصنيف المجاهدين في غزة بالإرهاب وإعلان مساندتهم، خطوة محسوبة ذات أهمية لو اتجهت لها الأنظمة العربية.
وبين أن تصنيف من يتصدى للطغيان الصهيوني من أبناء الشعب الفلسطيني بالإرهاب، يمثل تعاونا مع العدو الإسرائيلي.. معبرًا عن الأسف في أن كل من له موقف صادق عملي ضد العدو الإسرائيلي يتم معاداته من قبل بعض الأنظمة العربية.
كما أكد أن تكبيل الشعوب من قبل الأنظمة ليس مبررًا للجمود، لأن بوسع الشعوب الضغط على حكوماتها وأن تتحرك في موقف جماعي كبير.. متسائلًا "أين دور المساجد والجامعات والنخب ووسائل الإعلام لاستنهاض الأمة في مختلف البلدان العربية والإسلامية؟، ولماذا لا تبادر الأنظمة العربية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة كعمل إنساني؟".
وأفاد قائد الثورة بأن هناك أنظمة عربية مستمرة في السماح بالسياحة المتبادلة مع العدو الإسرائيلي ضمن أشكال العلاقة والتعاون.. مضيفًا "من المؤسف جدًا أن أنظمة عربية وإسلامية لم تتخذ قراراً بالمقاطعة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية للعدو".
ونبه من أن استمرار تعاون بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع كيان العدو يُقابل بالمزيد من الطغيان والإجرام.. مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية لا توفر لشعبها أي مستوى من الحماية لكنها تتعاون مع العدو الإسرائيلي حتى في اختطاف المجاهدين.
وأفاد بأن جهات غربية تسرب أيضًا عن وجود تعاون بين العدو الإسرائيلي وأنظمة عربية على مستوى المعلومات والاستخبارات، وما يقوم به العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وسوريا والجمهورية الإسلامية واليمن يبرهن أنه معتمد على الشراكة الأمريكية.
وجددّ التأكيد على أن سلوك الظالمين والأشرار يتمادى ويتنامى في حال لم يقابل بتحرك ضد إجرامهم وطغيانهم، ومن يتوقع أن كيان العدو سيوقف إجرامه وطغيانه دون أي موقف، فهو واهم، لأن العدو الإسرائيلي يحمل نزعة إجرامية متأصلة فيه لأنها ناتجة عن تربية على باطل عن عقائد وخلفية فكرية ضالة باطلة.
وشدد على أن العدو الإسرائيلي يشكل خطورة تجاه العالم أجمع ويجب العمل على مواجهة هذه الخطورة والتصدي لها، ولا يمكن إطلاقاً أن تستقر المنطقة بكلها وكيان العدو الإسرائيلي يتحرك فيها بكل هذه المساعدة والشراكة الأمريكية والدعم الغربي.
واستشهد السيد القائد بما يجري في سوريا، بالرغم من الاتفاقيات التي فيها تنازلات كاملة بإخلاء الجنوب السوري من أي تواجد عسكري، وبقي مسرحاً مفتوحاً للعدو الإسرائيلي، وخلال هذه الفترة هناك 800 اعتداء جنوب سوريا من قتل واختطاف وتدمير واستهداف المزارع والتجريف والنسف للمنازل.
وقال "علينا كأمة مسلمة أن نكون أمة واقعية ونعالج مشكلتنا الإدراكية، مشكلة الوعي والتخلص من عمى القلوب، فكيان العدو دائم على الإجرام من يومه الأول ورصيده إجرامي والطغيان الصهيوني يتعاظم ويكبر لأنه يقابل بالخذلان والعمى وانعدام الرؤية الصحيحة".
ولفت إلى أن الأنظمة العربية لم تصل إلى درجة أن تدعم من يقاتل من أبناء الشعب الفلسطيني وتدعم المجاهدين المقاتلين، وبعض الأنظمة العربية يجرمّون ما هو مشروع بكل الاعتبارات حتى في القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.
وأضاف "بعض الزعماء العرب يراهنون على الأمريكي لكن ترامب يتبنى ويدعم علنا ما يفعله العدو الإسرائيلي، وأمريكا تقدم الدعم العسكري المفتوح للعدو الإسرائيلي وهذا ليس خفيًا، بل يفتخر به الأمريكي، وتصريحات المسؤولين الأمريكيين تعتبر دعمهم لكيان العدو شرفاً لهم".
وتابع "الأمريكي لديه موقف واضح في مصادرة الحق الفلسطيني بالكامل، وترامب هو من أهدى الجولان السوري للعدو وكأنه ملك أبيه، كما أن الأمريكي هو أحد أذرع الصهيونية، كحال الإسرائيلي والبريطاني، ويتحرك في ذلك قولا وعملا بشكل واضح وصريح".
وجددّ السيد القائد التأكيد على أن الرهان على المواقف الأوروبية، رهان على سراب.. مؤكدًا أن الدولة الفلسطينية وفق ما يقدمها الغرب هي عبارة عن كيان على جزء ضئيل جدًا من أرض فلسطين منزوع السلاح لا يملك المقومات الحقيقية للدولة.
وقال "عندما يطلق الغرب على الدولة الفلسطينية بأنها قابلة للحياة، يعني بالكاد أن تكون حالة قابلة لأن يعيش الفلسطينيين عليها وكأنهم قطيع من الأغنام في حضيرة صغيرة، وحديث البريطاني والفرنسي عن الاعتراف بـ"الدولة الفلسطينية" سببه الوضع القائم في قطاع غزة الذي يمثل فضيحة مخزية لهم".
وعد حجم الإجرام اليهودي الصهيوني في فلسطين، حالة مخزية للغرب الذي يحرص على خداع الشعوب.. مؤكدًا أن الغرب الذي يرتكب أبشع الإجرام ضد شعوب العالم المستضعفة لا ينفك ليلاً ونهاراً عن الحديث عن القيم الليبرالية وحقوق الإنسان والحرية وهي عناوين لمجرد الخداع.
وأضاف "عندما يحاول الغرب أن يعمم في أوساط شعوبنا عناوين حقوق الإنسان والحرية وغيرها، إنما يربطها بمضامين أخرى وليست بمعانيها الحقيقية، كما هو حديث بريطانيا عن اعتزامها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها في الوقت نفسه تقدم السلاح وأشكال الدعم للعدو الإسرائيلي".
ولفت إلى أن فرنسا وألمانيا تقدّم أيضا كل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي ويبيعون للعرب الوهم ويمارسون الخداع المكشوف.. متسائلًا إذا كانت مواقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا صادقة، لماذا لا توقف الدعم العسكري للعدو الإسرائيلي؟".
وشدد قائد الثورة على أنه لا يمكن الرهان على المؤسسات الدولية، فالأمم المتحدة لم تفعل شيئاً للشعب الفلسطيني منذ تأسيسها، وقد اعترفت بالعدو الإسرائيلي وجعلته عضواً فيها، لذلك لا يعول عليها لأنها لا تعتمد على ميزان العدل والأسس المحقة والعادلة والإنسانية.
وذكر بأن الشعب الفلسطيني مجروح جداً من مستوى التخاذل والتواطؤ العربي.. مؤكدًا أن الشعب المصري أكبر الشعوب العربية من حيث العدد، لكنه شعب مكبل لا يفعل شيئاً، ليس له صوت، ولا حضور، ولا موقف، وكان بإمكان بلدان الطوق لفلسطين أن تكون حاضرة في الموقف شعبياً ورسمياً بشكل كبير.
وأفاد بأن التجاهل والتنصل عن المسؤولية لن يعفي الأمة، لا شعبيا ولا رسميا من كل التبعات الخطيرة عليها جداً في عاجل الدنيا، وقد يثق الكثير من الشعوب والأنظمة بما أقدموا عليه من تخاذل ويتصورون أن السلامة في ذلك لكن الله يصنع المتغيرات.
وتابع "كلما زاد طغيان العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني نتيجة الإسهام العربي بالتخاذل والتواطؤ كلما عظمت المسؤولية أكبر على الأمة".. مؤكدًا أن التعامل مع المظلومية الكبرى على الشعب الفلسطيني كأحداث اعتيادية روتينية يومية خطير على هذه الأمة.
وخاطب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، المسلمين بالقول "لا تظنوا أيها المسلمون أن الحساب والعقاب ليس فقط إلا على مسألة الصلاة والصوم والصيام، فحينما تكون الأمة مساهمة في صناعة أكبر إجرام على مستوى العالم بتنصلها وتفريطها وتواطؤ البعض منها فهي، تعرض نفسها لعقوبة كبيرة".
ومضى بالقول "لابد من الجهاد في سبيل الله لأنه لدفع الشر والطغيان ولإرساء قيم الحق والعدل والخير، ولابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ما يفعله العدو الإسرائيلي هو من أكبر المنكرات على وجه الأرض وإلا فالوزر كبير جداً".
وأعرب عن الأسف في توجه بعض العرب عمليًا في ميدانهم وواقعهم حينما تكون المسألة من الفتن التي يهندس لها الأمريكي والإسرائيلي.. مستعرضًا ما شهدته المنطقة فيما يتعلق بالفتنة التكفيرية على مدى أعوام طويلة، قدّمت مليارات الدولارات والأصوات ملأت أسماع العالم بالضجيج، وأصوات الكراهية والحقد والتكفير وإثارة النعرات الطائفية لا تتحرك عندما تتعلق المسألة بنصرة الشعب الفلسطيني.
وبين السيد القائد أن اليهود الصهاينة بأذرعتهم المتعددة عملوا داخل الأمة حتى وصلوا إلى منع أي ردة فعل تجاه عدوانيتهم في أوساط الشعوب، وعندما تكون المسألة للفتنة في أوساط الأمة نرى النشاط والتحرك من أولئك الصم، البكم، العُمي أمام العدو الإسرائيلي، وحين يتعلق الأمر بمواجهة مع من له موقف مناصر للشعب الفلسطيني نرى نشاط دعاة الفتنة بإمكانات هائلة وتحرك واسع وجدية كبيرة.
وتساءل "ما الذي ينقص القضية الفلسطينية حتى لا يتحرك لأجلها دعاة الفتنة كما يتحركون للصراع داخل الأمة".. وقال" الشعب الفلسطيني مسلم "سُني" ومظلوميته يعترف بها العالم فلماذا لا تنصرونه؟ بينما الإسرائيلي عدو صريح للإسلام والمسلمين".
وأضاف "الإسرائيلي يعادي الإسلام والمسلمين والرسول والصحابة وأبناء الإسلام جملة وتفصيلا، لماذا لا تعادون ذلك الكافر؟، ما الذي ينقص القضية الفلسطينية في العناوين الدينية، وفي عناوين المظلومية، وفي عناوين العروبة، وفي العنوان الإنساني؟".
وذكر بأن القضية الفلسطينية هي أبرز قضية إنسانية وقومية فيما يتعلق بالمصلحة العربية، والتخاذل لا مبرر له، كما أن القضية الفلسطينية تعتبر مختبرا مهما لفرز وتقييم وغربلة المجتمع العربي والإسلامي.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت