الخميس 20/ صفر/ 1447 - 14/08/2025 : undefined
بقلم / محمد أحمد البخيتي - لماذا نحتفل بالمولد النبوي الشريف.؟.
تتوالى الٳساءات وتتكاثر مظاهر الفرقة والتناحر والٳقتتال والشتات وتتكرر الخلافات والتباينات حول الٳعداد وواجبيه الٳستعداد للٳحتفاء بذكرى مولد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الرحمة المهداة والشخصية المصطفاة التي كانت الركيزة والنواة الأولى للإسلام والشخصية التي ٳكتملت فيها شروط حمل نور مالك الأرض والسماء وإيصاله لخلقة فكانت مبعثا للنور ووسيلة للهداية والعلم وإضاءة لدروب الحياة وناقلاً للخلق قوانين العيش وفق الٳرادة الربانية، والغاية المرجوة من خلق الٳنسان، من كانت ولادته نهاية للجهل والظلم وحفظاً للإنسان مما يضره ويخل بأنظمة حياته
ومن منطلقة الاستجابة لقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ). فإننا من خلال احتفالاتنا بذكرى مولد النبي صلوات الله عليه وعلى آله نجدد ولاءنا ونثبت حقيقة تعظيمنا وانتماءنا، ونغرس في نفوس أبنائنا مفاهيم الولاء الصادق بتعليمهم شخصية النبي وتاريخه وبطولاته كإنسان عظيم، ورحمة مهداة وفق المفاهيم القرآنية، وبذلك نربي أجيالاً على الولاء المحمدي الذي سيزعج الأعداء ومنهم صهاينة خيبر العصر وما قالته قنواتهم قبل سنوات عن فزعهم مما رأوه من احتشاد اليمنيين إلى ساحات الاحتفال بالمولد، حتى قال أحدهم أن محمداً بعث في اليمن من جديد وأن اليمنيين الذين ناصروا محمداً في فتح خيبر سيشكلون خطراً مستقبلياً على إسرائيل، لأنهم يدركون حقيقة خطر إحياء الرسالة المحمدية وتجديدها في نفوس الأجيال على مؤامراتهم ومشاريعهم الاستعمارية التي يسعون إليها، كما أنهم يعتبرون إحياءها شرارة لزوال كيانهم الطارئ وطريقاً لإعادة الأرض الفلسطينية إلى أحضان الأمة الإسلامية.
كما أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف إحياء للمفاهيم القرآنية السليمة، وتعريف بشخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحقيقية، وفرصة لدحر المفاهيم والثقافات الخاطئة والروايات والقصص المسيئة والدخيلة التي استخدمها الأعداء وتداولتها التيارات الدخيلة على للإسلامةحتى أصبحت مصدراً للإساءات المتكررة ومرجعاً لاستهداف للرسول وللرسالة.
أما واجبية الإعداد والاستعداد والاحتفال وإظهار مشاعر الفرح والسرور في ذكرى ولادة الرحمة المهداة صفوة الخلق وخير البشر من بعثة الله رحمة للعالمين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فهو استجابة لأمر ديني لا يقل أهمية عن الأوامر الإلهية الأخرى ومنها الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والحج والجهاد وغيرها، وكما جاء الأمر الإلهي في القرآن {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} فقد أتى الأمر الإلهي في القرآن (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). ولذلك ينبغي لكل من يدرك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثه الله رحمة للعالمين أن يفرح ويحتفل ويعد ولو بجزءاً يسيراً مما يعده للمناسبات السعيدة الأخرى كالأعياد وغيرها.
وكما أننا نحتشد للتنديد وإظهار مشاعر الغضب في الساحات ومواقع التواصل الاجتماعي والندوات والفعاليات لحدث ما، فإن احتشادنا في ذكرى المولد النبوي الشريف يأتي في إطار ردنا على الإساءات المتكررة والاستهداف الممنهج من قبل صحف الأعداء وقنواتهم ورسوماتهم المسيئة للنبي محمد صلوات الله عليه وآله الذي لا يزال مصدر رعب للأعداء ومحط إجماع كافة المسلمين. ولذا؛ فإن إعدادنا واحتفالنا بذكرى المولد النبوي الشريف جمعاً للأمة وشداً لأزر أبنائها واستجابة لإوامر الدين وتجديداً للبيعة وتحطيم المفاهيم الخاطئة التي كانت سبب الإساءات ومصدر الاستهداف، ورداً على الإساءات المتكررة للنبي محمد صلوات الله عليه وآله، وثباتاً على مبادئ الدين ووركائزه الأساسية، وحماية الأمة من الاستهداف الثقافي والانحراف الأخلاقي والقيمي.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت