الأحد 27/ ربيع الآخر/ 1447 - 19/10/2025 : undefined
بقلم / نبيل الجمل - في الذكرى السنوية للشهيد
قال تعالى (ولا تقولوا۟ لمن يقتل فى سبيل ٱلله أموٰتۢ بل أحيآء ولٰكن لا تشعرون ) (154) (البقرة)
ولئن قتلتم فى سبيل ٱلله أو متم لمغفرة من ٱلله ورحمة خير مما يجمعون (157) ولئن متم أو قتلتم لإلى ٱلله تحشرون (158) (آل عمران)
ولا تحسبن ٱلذين قتلوا۟ فى سبيل ٱلله أموٰتًۢا بل أحيآء عند ربهم يرزقون (169) فرحين بمآ ءاتاهم ٱلله من فضلهۦ ويستبشرون بٱلذين لم يلحقوا۟ بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (170) يستبشرون بنعمةٍ من ٱلله وفضلٍ وأن ٱلله لا يضيع أجر ٱلمؤمنين
(171) (آل عمران)
وقال تعالى"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقًا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم [التوبة: 111]
وقال تعالى (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا) [النساء
أسبوع الشهيد هو مناسبة عظيمة تُحيي ذكرى الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الدين والعرض والأرض أولئك الأبطال العظماء، الذين ارتقوا في ميدان الجهاد، يعتبرون رمزاً للتضحية والفداء. لقد بذلوا الغالي والنفيس دون انتظار مقابل، وتحملوا الآلام والمآسي من أجل أن تبقى راية الحق مرفوعة
والأسبوع الخاص بالشهيد، تخليد ذكرى الشهداء الأجلاء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله، وتضحياتهم السامية في الجهاد. لقد أظهروا عطاءً كبيراً ودعماً ملحوظاً للمسيرة القرآنية، وجندوا جهودهم لرفع راية الحق، وجعل كلمة الله هي العليا،
أسبوع الشهيد ليس مجرد ذكرى، بل هو فرصة لتجديد العهد مع هؤلاء العظماء، وللتأمل في قيمهم وتضحياتهم. لا بد أن تحظى مسيرتهم وتضحياتهم بالتبجيل، وأن نعمل على نقل هذه القيم إلى الأجيال القادمة، تعزيزاً للإخلاص والإيثار، فكلما نظرنا إلى تضحياتهم، نستحضر المعاني الحقيقية للحياة، حاملين راية الحق في كل مكان وزمان، فليكن أسبوع الشهيد فرصة لتجديد العهد مع تلك القيم السامية، مستلهمين من مسيرتهم في تعزيز العدالة ونصرة الحق والمستضعفين
فالشهادة هي أسمى تضحية يمكن للمجاهد في سبيل الله أن يقدمها في سبيل اعلاء كلمة الله. ويبجل الشهداء لالتزامهم الراسخ بإيمانهم واستعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيل الله. ويُعتبرون أبطالًا وقدوة لجميع المؤمنين والمجاهدين، يلهمونهم على الثبات والصبر.
إن تضحيات هؤلاء الشهداء العظماء تلهم الأجيال القادمة على الاستمرار في السعي نحو الحق ونبذ الظلم والاستكبار تحت راية لاإله إلا الله محمد رسول الله، وهي ذكرى يجب أن تبقى حية في قلوب الناس. إن إحياء ذكرى الشهداء يظهر احترام المجتمعات لهؤلاء الأبطال ويعزز من روح الإخلاص وتجديد الولاء لله ورسوله وآل بيته الكرام
في أسبوع الشهيد، نتذكر ونكرم أولئك الشهداء العظماء الذين أرتقوا في سبيل الله، مكرسين أنفسهم بكل إخلاص لقضية دين الله ونصرة المستضعفين.
الشهداء العظماء يمثلون رموز التضحية والإيثار، وقد جسدوا معاني البطولة والجهاد في سبيل الله دون أن يكون لهم أي مطامع في السلطة أو المال أو المظاهر الدنيوية. لقد قدموا مجهودات لا محدودة من أجل نصرة الحق، وسعوا إلى رفع راية القرآن الكريم ودعم المسيرة القرآنية، هؤلاء الأبطال لم يسعوا وراء السلطة أو الثروة، بل كانت نضالاتهم من أجل إعلاء كلمة الله ورفع راية الجهاد، لم يكن هدفهم السعي وراء منصب أو ثراء أو تفاخر، كما لم يكن لهم طموحات في التجارة أو الاستثمار في الأراضي والعقارات أو الفلل أو التفاخر بالسيارات أو تعدد الزوجات ، بل كانت تجارتهم رابحة مع الله وفي سبيل الله تجدر الإشارة إلى أنهم لم يستغلوا ممتلكات المال العام أو ينهبوا المال العام، بل كانت إنفاقاتهم وجهودهم تأتي من أموالهم الخاصة.
لم يسع الشهداء العظماء وراء المكاسب الشخصية من خلال أعمالهم ومناصبهم. لم يكن دافعهم الجشع أو الغرور، بل حب عميق راسخ لله ورغبة صادقة في طاعة الله ونصرة المستضعفين، كان هدفهم الوحيد إرضاء الله وتطبيق تعاليم القرآن الكريم، دون أي دوافع خفية أو أطماع أنانية. كان إخلاصهم مثالًا حقيقيًا للإيمان والاستقامة.
لم يستغل هؤلاء الشهداء الأبرار تضحياتهم أو يسعوا إلى الربح منها بأي شكل من الأشكال. بل تبرعوا بسخاءٍ وسخاءٍ دون انتظار أي مقابل. أنفقوا ثرواتهم ومواردهم في سبيل الله، دون تردد أو تحفظ. لم يسعوا إلى التفاخر أو الثراء أو تحقيق مصالحهم الشخصية، بل بذلوا كلما لديهم في سبيل الله ودينه.
لم يستخدم الشهداء العظماء عملهم ومناصبهم وجهادهم لتحقيق مكاسب ذاتية وإغلاق لجوالاتهم ولم يبدلوا مصلحة الدين والأمة بمصلحتهم الشخصية ولم يسعوا لتصفية حسابات شخصية مع الآخرين. كانت جهودهم خالصة في سبيل الله، دون أي أجندات خفية أو دوافع خفية. قاتلوا في سبيل الله، دون سعي إلى السلطة أو الانتقام. كانت رسالتهم رسالة قرآنية عظيمة، سعيًا لإقامة العدل وإعلاء الحق.
لم يسع الشهداء سلام الله عليهم إلى طمع وملذات الدنيا أو الانشغال بالمال، لم ينغمسوا في مظاهر الترف أو ملذات الدنيا، بل كانت تجارتهم مع الله، وجهادهم في سبيله. لم يستغلوا أو ينهبوا، بل أنفقوا أموالهم في سبيل الله، وكرسوا حياتهم في الجهاد في سبيل الله
لقد ضرب الشهداء العظماء مثالاً يحتذى به في الإيثار، إن حياتهم وأعمالهم تذكرنا بالمعنى الحقيقي لثقافة الجهاد والاستشهاد، عاشوا ورحلوا عننا بروح الاستقامة والنزاهة، لم يتنازلوا أبدًا عن مبادئهم أو قيمهم من أجل مكاسب شخصية.
يعتبر الشهداء في الذاكرة نموذجاً يحتذى بها، فقد ضحوا بكل ما يملكون من أجل قضية عظيمة، ولم تكن دوافعهم شخصيات أو منفعة ذاتية، بل كانت تضحياتهم نابعة من حبهم لله ورسوله وآل بيت النبي صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين ، ورغبتهم في تحقيق إقامة الحق والعدالة والحرية والفوز برضا الله. كان إيمانهم عميقاً بالأجر الذي أعده الله لهم في الآخرة، فعلى الرغم من كل المخاطر الذي واجهوها، ظلوا يسردون تاريخ جهادهم بإيمان وثبات، رافضين كل أشكال الركون إلى الدنيا الفانية.
هؤلاء الشهداء لم يسعوا وراء الزعامة أو الثراء الباذخ ، ولم تكن لهم أهداف تجارية أو مصالح شخصية. بل كانت تجارتهم هي مع الله، حيث آمنوا بأن الجهاد في سبيله هو أعلى درجات العطاء. استخدموا أموالهم الخاصة في دعم المسيرة القرآنية وترسيخ قيم الدين الإسلامي والثقافة القرآنية ، ولم يستغلوا أو ينهبوا المال العام.
شهداءنا سلام الله عليهم لم يكن في ذهنهم سوى كيف يمكنهم إنجاز المشروع القرآني مشروع الأمه ولتظل ذكراهم حية في القلوب، تذكير دائم لنا بضرورة الإخلاص والاقتداء بهم
الشهداء ليسوا مجرد رموز او اوسمه؛ بل هم أعمدة في بناء الأمه. لقد قضوا حياتهم في الجهاد ونشر الوعي والقيم وكانوا دائماً في الصفوف الأولى دفاعاً عن دين الله
فسلام الله على هؤلاء الشهداء الأبرار، ورضوان الله عليهم، فلنتذكر تضحياتهم ولنقتدي بهم في حياتنا، ساعيين لإعلاء قيم الإسلام وشريعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة آل البيت عليهم السلام والسير على نهجهم، فلنستلهم من شجاعتهم، ولنسعى دائمًا لخدمة دين الله بإخلاص
رحم الله الشهداء وهنيئا لهم الفوز العظيم بما نالوه من الشهادة وأن يعلى الله مقامهم في الفردوس الأعلى جوار الأنبياء والأولياء وأن يلهمنا السير على خطاهم وعلى نهجهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت