السبت 28/ محرم/ 1446 - 03/08/2024 : تقرير : عبدالباري عبدالرزاق
في الوقت الذي أنخدع فيه الكثير بتصريحات الإدارة الامريكية المتعلقة بضرورة التهدئة والتوصل لوقف اطلاق النار في غزة , تفادياً لتوسع الصراع إلى حرب إقليمية , وخلال ما يقارب العام من العدوان الإسرائيلي , والبيت الأبيض يتظاهر أنه حريص على التهدئة لكنة في نفس الوقت يقدم الدعم العسكري والسياسي والمادي الكامل لكيان الاحتلال لمواصلة عدوانه , لتأتي جريمتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنيه والقيادي في حزب الله فؤاد شكر , فاضحة للدور الأمريكي في التخطيط والاشراف على كل العمليات العسكرية للاحتلال الصهيوني . تصريحات البيت الأبيض عن التهدئة، بيع كلام بغرض التموية عما يخطط له مع الإسرائيلي في تنفيذ اجنداتهم الاستعمارية وتعقيد المشهد في المنطقة واخرها ارتكابهم لجريمتي اغتيال الشهيدين هنيه وشكر دون مبالاة بتداعيات العدوانيين اللذين ألقيا بظلال قاتمة للغاية على مستقبل المنطقة والاقليم. الشيء الذي أصبح مؤكد لدى الأمريكيين الان، أن اغتيال الشهيد إسماعيل هنيه في طهران فتح الباب على مصراعية لمواجهة هائلة وغير مسبوقة من ردود الأفعال، فالرد الإيراني على هذه الجريمة مؤكد وسيكون رد قوي لاعتبارات سياسية وامنية وعسكرية كثيرة لا مجال لذكرها . إذا كان الهدف من إرتكاب جريمتي الاغتيالات استعادة هيبة الردع الإسرائيلي فان البيت الأبيض وإسرائيل قد وضعوا المنطقة كلها على فوّهة بركان مشتعل، يمكن لنيرانه أن تحرق الجميع من دون استثناء، وفي المقدمة كيان الاحتلال، والمصالح الأميركية في المنطقة . تجري منذ تنفيذ العدوانيين قبل يومين اتصالات أمريكية وغربية وأروبيه مكثفة مع دول كثيرة في المنطقة لاحتوى الموقف وإلى هذه اللحظة فشلت كل المساعي والمحاولات الامريكية عبر وسطاء في إقناع إيران وباقي محور المقاومة بعدم الرد، وقد بدء الصهاينه بالعمل مع البيت الأبيض على كيفية استيعاب الرد الإيراني وتقدير حجم هذا الرد وطريقة التعامل معه ، لكن المشكلة الأكبر بالنسبة لهما حالياً أن المواجهة اليوم مع محور بجبهات متعددة وربما أذا توسعت الحرب في المنطقة دخول دول جديده ضمن تحالف محور المقاومة، وهذا لن يكون في صالح إسرائيل ولا البيت الأبيض اطلاقا . ما كان لإسرائيل تجاوز الخطوط الحمر التي كان الجميع يخشى الاقتراب منها، إلا بضوء أخضر وتعاون ومشاركة أمريكية، وهو الخطأ الذي سيدفع البيت الأبيض ثمنه ،نتيجة هذا التصعيد الخطير والذي جعل المنطقة على صفيح ساخن قابل للانفجار في أي لحظة ولا يمكن تجنب الانزلاق إلى هذا المنحدر إلا بوقف العدوان على غزة وانسحاب قوات العدو والافراج عن جميع الاسرى من سجون الاحتلال. أي مساعي لاحتوى الموقف وتحييد رد محور المقاومة دون حلول هي محاولات في الوقت الضائع، وتشير تقارير إعلامية إلى أن معظم المعطيات تؤكد ذهاب المنطقة نحو حرب واسعة بسبب رعونة وغطرسة الإدارة الامريكية وحماقة كيان الاحتلال الذي تجاوز كل الخطوط. وتؤكد تقارير إعلامية أن الحرب في المنطقة لن تنتهي قريباً، حتى وإن كان البعض يعتقد أن وصول التصعيد إلى حدّه الأعلى يمكن أن يقرّبنا من نقطة النهاية، إذ إن معارك كهذه تعتمد في الأساس على الفعل ورد الفعل، ولا يستطيع أحد الطرفين حسمها لصالحه بالضربة القاضية، وهي تحتاج إلى طول نفس كبير جداً، وإلى إمكانيات لمواجهة النقص الحاصل في القوى البشرية والتسليحية نتيجة تحوّلها إلى ما يشبه حرب الاستنزاف، لا يمكن أن تنتهي بسرعة، كما يأمل الكثيرون، وهي تحتاج إلى نضوج الكثير من المعطيات غير المتوفرة حالياً للوصول بها إلى خط النهاية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت