السبت 13/ صفر/ 1446 - 17/08/2024 : ذمار نت
تظهر اعترافات شبكة التجسس الأمريكي الإسرائيلية جانباً من هذا الاستهداف الأمريكي لليمن في الواقع السياسي، وهنا سنركز على ما تم من استهداف في المرحلة التي سبقت ثورة فبراير 2011.* -السيطرة على اللجنة العليا للانتخابات يقول الجاسوس شايف الهمداني: "من البداية عمل قطاع الديمقراطية على تحديد الرئيس الذي يتولى إدارة اليمن، وذلك من خلال دعم الانتخابات الرئاسية، والسيطرة على اللجنة العليا للانتخابات." وفيما يتعلق ببرنامج الانتخابات – يقول الجاسوس عبد المعين عزان- الذي كان يعمل في المعهد الديمقراطي الأمريكي إن البرنامج كان يديره خبير يمني يدعى مراد ظافر، وكان في الظاهر على أساس أن البرنامج يقدم الدعم الفني للأحزاب السياسية، فيما يتعلق بالانتخابات، وكيف تشارك في الانتخابات، وتستهدف الناخبين وغيرها، وكان أيضاً على أساس أنه يقدم الدعم الفني للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، مشيراً إلى أن برنامج الانتخابات لا يختلف عن غيره من البرامج، وكان له دور مخابراتي، ودور خفي ، حيث كان من أبرز هذا الدور المخابراتي استقطاب القيادات الحزبية التي كانت مهتمة بموضوع الانتخابات، والأهم من ذلك أن السفارة والمخابرات الأمريكية كانت تسعى من خلال البرنامج للحصول على السجل الانتخابي حق المواطنين اليمنيين، تحت مبرر أتمتة السجل، الذي كان ورقياً، ولذا كانوا يسعون للحصول على نسخة من السجل الانتخابي للمواطنين اليمنيين. بدوره يقول الجاسوس شايف الهمداني إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عملت في اليمن مع بقية المكاتب والملحقيات في السفارة الأمريكية مع اللجنة العليا للانتخابات أيام الانتخابات الرئاسية بين علي عبد الله صالح وفيصل بن شملان، لافتاً إلى أنه كان من ضمن الفريق المكون من مختلف أقسام السفارة الأمريكية، وكان السيد براد هانسن هو مدير الفريق، حيث كلفه بمتابعة اللجنة العليا للانتخابات لمعرفة أن الأمور في عملية الانتخابات تسير وفق ما تريده أمريكا والاطلاع على سير الأعمال والترتيبات التي تقوم بها اللجنة العليا للانتخابات والنزول الميداني إلى أبرز الدوائر والمراكز الانتخابية من حيث عدد الناخبين، مع التركيز على الدوائر الانتخابية التي يوجد فيها الثقل الجماهيري الذي سيحدد من سيفوز بالانتخابات، كون براد هانسن من طرف السفارة الأمريكية، ويقدم المساعدات للجنة العليا للانتخابات في هذه المهمة، التي كانت إرادة براد هانسن ترجح فوز علي عبد الله صالح بالانتخابات حينها.* -برنامج الأحزاب واستقطاب قيادات الأحزاب وفي سياق هذه الاعترافات يقول الجاسوس عبد المعين عزان :"عملت بشكل غير مباشر لصالح المخابرات الأمريكية وذلك عبر المدعو مراد ظافر الذي كان وقتها مدير البرامج، والذي كان أيضاً يلعب دوراً في تهيئة الموظفين اليمنيين، وتجهيزهم للعمل لاحقاً لصالح المخابرات الأمريكية، وكان يستضيفني في البيت عنده في جلسات القات، وكان يعطيني التعليمات عن كيفية الاستقطاب، وعن كيفية الحصول على المعلومات، وعن كيفية إقامة علاقات، وحتى هو شخصياً فتح لي علاقات مع جهات، ومع أشخاص مختلفين". ويضيف: "برنامج الأحزاب الذي كانت تديره سيدة صربية خبيرة دولية تدعى "ساشا بسفيتش" وكان معها مساعدين يمنيين، وعمل البرنامج في ظاهر الأمر على أنه يقدم الدعم للأحزاب السياسية والقيادات السياسية اليمنية، بينما في الحقيقة عمل على استقطاب القيادات الحزبية والقيادات السياسية اليمنية وتجنيدها لصالح المخابرات الأمريكية، وعمل أيضاً على إقناع الأحزاب السياسية على أن السفارة الأمريكية هي الراعي للعملية السياسية في اليمن والمحكم للخلاف، والصراع السياسي بين الأطراف المختلفة في اليمن. وفي هذا الإطار يقول الجاسوس شايف الهمداني أن المخابرات الأمريكية كانت تقدم دعماً لأشخاص معينين في أحزاب سياسية معينة، وذلك لتقوية أحزابهم، وكان الكل يسعى لإرضاء أمريكا، فيما يتعلق ببناء العلاقة معها بأي حالة من الأحوال، فقد كانت كل الأحزاب والشخصيات تسعى إلى رضاها، مثلاً في الأحزاب السياسية الدكتور ياسين سعيد، الذي كان من أقرب الأصدقاء للسفارة الأمريكية، ومن الحزب الناصري عبد الملك المخلافي كان من أصدقاء السفارة الأمريكية ومن الأشخاص الذين كانوا يترددون على السفارة..أيضاً في حزب التجمع اليمني للإصلاح كان هناك عبد الوهاب الآنسي وغيره ممن كنا نلتقيهم في الحفلات". ويواصل الجاسوس الهمداني قائلاً: " كانت هناك علاقة حميمة تربط الفريق علي محسن الأحمر بالسفارة الأمريكية خاصة بالسفير فيرستاين الذي كان يتردد عليه كثيراً، وكان بينهم زيارات مشتركة كثيرة.. أيضاً كان من أهم الأهداف التي تقوم بها السفارة والوكالة بشكل عام مثل ما ذكرنا أنه كان هناك دور تكاملي بين مختلف وكالات السفارة فيما يتعلق بجانب الديمقراطية والحكم الرشيد حتى يتم الوصول إلى قرارات مشتركة تقدم الدعم أو تقدم الفائدة الاستخباراتية على كل شيء، وذلك من خلال استقطاب هذه الشخصيات للعمل على إيجاد حالة قلاقل بين الأحزاب السياسية" منوهاً إلى أن الإصلاح لا يطيق المؤتمر الشعبي العام، والإصلاح لا يطيق الاشتراكي لأسباب عقائدية، وكانت في البداية كل الأحزاب تدخل في حالة صراعات بإيعاز من أمريكا حتى يبقى الوضع السياسي مهلهلاً. الجاسوس عبد المعين عزان يواصل سردية اعترافاته فيما يتعلق ببرنامج الأحزاب، وتطوير الأحزاب، مؤكداً أن من ضمن المهام هي كيف تكون الأحزاب قادرة على أن تشارك في الانتخابات وتساهم وتستقطب الناخبين وغيرها وهو عمل أيضاً في ظاهره أمر جيد، ولكن من خلاله تم استقطاب النخب السياسية الكبيرة وبالذات النخب التي كانت ترفض التعامل مع الأمريكيين، موضحاً أن المعهد الديمقراطي لعب دوراً في استقطاب الكثير من تلك القيادات كي تعمل على دعم الأجندة الأمريكية". -برنامج البرلمان واستقطاب البرلمانيين ويضيف الجاسوس عزان :"بالنسبة لعملي فقد كان في المعهد، لاسيما برنامج البرلمان، حيث كنت مساعداً لرئيس البرنامج الذي كان من جنسية كندية، أو مدير البرنامج بالأحرى كان وقتها من الجنسية الكندية، حيث عملت على أساس أنه كان أولاً كان في متابعة لجلسات مجلس النواب بشكل يومي وما هي الجلسات، وكنت أعمل عليها ملخصات سواءً من الأخبار ولاحقاً من خلال صحفيين كانوا يعملون داخل، وحتى من نواب كنت أتصل بالنواب نيابةً عن الشخص الكندي هذا المدير الكندي أتواصل معهم وأكون على اتصال أبلغهم إذا هو بحاجة يريد منهم معلومات في مجال معين أو في شيء معين". ويزيد: " أثناء عملي في المعهد الديمقراطي وتحديداً في برنامج البرلمان كان مراد ظافر، وخبير لبناني يدعى علي شاهين كان قد حضر لليمن كانوا يدرسون بدرجة أساسية ظهور الحركة الناشئة وقتها حركة "أنصار الله" وتحركاتها، وحجمها، ونشاطها وغيرها، مهتمين بها كثيراً، وأنا ساعدت أيضاً في الدراسات التي كانوا يعدونها والتقارير التي كانوا يعدونها عن حركة أنصار الله في ذلك الوقت. ويضيف : "فيما يتعلق بعملي في برنامج البرلمان في المعهد الديمقراطي عملت لفترة أولاً تحت إشراف هذا السيد اللي كان اسمه كارلو بيندا، لاحقاً كارلو راح وتم ترقيتي أنا كمسؤول على برنامج البرلمان، واستمريت في إدارة برنامج البرلمان تقريباً لنهاية نصف العام 2009 وكان برنامج البرلمان استقطب مجموعة من البرلمانيين عن طريق شخص كان يعمل كنائب لمدير البرنامج لفترة هو كان برلمانياً سابق يدعى سعد الدين بن طالب، وكان عضو برلمان لفترة قبل أن ينضم للمعهد، وأثناء عمله وهو من العاملين وهو من رجال المخابرات الأمريكية المركزية وعمل هذا الشخص على استقطاب مجموعة من النواب أثناء عمله وعمل صداقات وأقام صداقات شخصية وعلاقات شخصية"، موضحاً أنه حتى بعد أن انضم للمعهد الديمقراطي كان يستضيف البرلمانين هؤلاء في بيته، واستغل الصراع بين السلطة والمعارضة في ترويج أن أمريكا تساعدهم في الوصول إلى السلطة، مؤكداً أنه استطاع أن يجند مجموعة من البرلمانين من خلال الدعوات في البيت، ومن خلال الورش والندوات التي كانت تعقد داخل أروقة المعهد الديمقراطي. ويقول الجاسوس عزان :" من الأعمال المخابراتية التي قمت بها استقطاب البرلماني عبد المعز دبوان، والذي من خلاله حصلت على معلومات كثيرة وعلى مواقع كثيرة استخدمت بعضها فيما يتعلق بالجانب النفطي في اليمن، والعمل للشركات النفطية والاستكشافات النفطية وغيرها، كما حصلت على معلومات كثيرة من هذا الجانب بحكم علاقاته أيضاً هو كنائب كان يستطيع الحصول على هذه المعلومات من زملائه وغيرها وكنت أرفعها لمسؤولة مكتب اليمن داخل إدارة المعهد الديمقراطي في واشنطن و اسمها لي كاثرين مايلز التي لاحقاً لما أصبحت أنا مشرف على البرنامج ومسؤول على البرنامج كنت أتعامل معها بشكل مباشر وأكتب لها تقارير وأرفع لها تقارير عن البرلمان اليمني وعلى الوضع في البرلمان اليمني وبعض التقارير وخصوصاً فيما يتعلق بالجوانب النفطية وخصوصاً فيما يتعلق بجوانب الاستكشاف والتنقيب وغيرها بشكل مباشر إلى عندها.
جميع الحقوق محفوظة لموقع © ذمار نت . تم تصميم الموقع بواسطة أوميغا سوفت